الرئيسةتقارير

رئيس تحرير “البناء” ناصر قنديل: أربعون عاماً يا سناء

رئيس تحرير “البناء” ناصر قنديل:
أربعون عاماً يا سناء

أربعون عاماً يا سناء ولم تجفّ بعد الدماء
فالدم المسفوك لأجل الوطن يبقى ينبض في الزمن
يضيء نوراً كلما وقع احتلال أو اعتداء
ويستنهض الهمم بوجه الفتن
وها نحن نعود إلى إشراقة الشهادة
نستلهم منها الدروس والعبر
نستذكر مَن كان دمه مخاض الولادة
ومَن كان جسراً لمن عبر
فهذه الدماء أعادت صياغة الهوية
وهي معادلة “لا بدّ أن يستجيب القدر”
وكلما شيّع الجنوب شهيداً أو شهيدة
وكلّما صدح منبر للشهداء بقصيدة
قلنا عادت سناء
أربعون والمرض العضال يفتك بنا
لم تستجب النفوس المريضة لوصفة الشفاء
لا زالت العصبيّات سرّ ضعفنا
ولا زالت فرق تسُد وصفة الأعداء
ولا زلنا نحتار كيف نوحّد صفنا
وكيف نضيء النور في القلوب السوداء
وكلّما عاد الاحتلال على أرضنا
صرخ من عمق أعماقنا نداء
أين سناء؟
أربعون ولا زال السؤال يُتعب القلوب
سؤال الوهم عن كيف نتفادى الحروب
لا زال الذين قالوا إن المخرز لا يقاوم بالعين
يتجاهلون أن عرسك كان الجواب
ويُنكرون أنّهم رأوا العرس وأنّهم سمعوا عن عروس الجنوب
ويرفضون الإقرار أن دمَك في أعناقهم دين
وأنّهم يسمعون الرد ذاته كلما دقوا ذات الباب
الأوطان تملك دماءنا وهي في أجسادنا ودائع
قالها سعاده مردداً أن علينا أن نردّ الأمانة
فكنتِ أول مَن لبّى النداء
بينما يبحث الآخرون عن وطن بدلاً عن ضائع
يرونه فندقاً أو حقيبة ولا تحرجهم عمالة أو خيانة
فكانوا زواحف الأرض وكنت نسراً في السماء
وما زالوا يردّدون الأراجيف
وينشرون الفكر السخيف
ولا زلنا نقول صبحاً ومساء
ردّنا هو سناء
أربعون عاماً يا سناء
تلقت المقاومة ضربات تُسقط الجبال ولا زالت تمسك السلاح
خاضت حروباً تُكتب عنها ملاحم لا تختصر
بين كرّ وفرّ رفاق الدرب لم يتركوا ميداناً ولا ساح
أسقطوا ألف مرّة أسطورة الجيش الذي لا يُقهر
وتعانقت مع روحك منهم الأرواح
والدرب الطويل لا يُقاس بالمنعطفات والحفر
ولا تقاس نتائج الحرب بالجراح
فلا زال الزمن للانتصارات مهما تعثر
وإذا كان فجر النصر قد تأخّر
فلأنه العريس تعب قليلاً ويرتاح
ولمن يسأل نقول اسألوا العروس سناء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى