الرئيسةمركزي

رئيس “القومي” أسعد حردان ووفد مركزي يزور ضريح الزعيم في الذكرى الـ 76 لاستشهاده ويضع إكليل زهر رئيس المكتب السياسيّ سمير عون: *ستة وسبعون عاماً وما زال سعاده يعلّمنا أنّ الاغتيال لا يُنهي قضيّة بل يحوّل شهيد القضية إلى رمز خالد لا يموت *بإحياء شهادتك لا نقف على ضريح صامت بل في حضرة قضيّة حيّة زرعها سعاده بدمه وعلينا أن نسقيها كلّ يوم بالعمل والإيمان *المجازر الصهيونية اليومية في فلسطين والاعتداءات على لبنان وجنوب سورية تحتم على القوى الحية في أمتنا المجابهة وعدم التسليم بالأمر الواقع *يتوجب على الحكومة أن تضع خطة إصلاحية شاملة للنهوض بالدولة وبمتطلبات الحياة الكريمة للشعب *إصلاح قانون الانتخاب وهو حجر الزاوية في تركيب الدولة وفي إنتاج سلطة تشريعية تمثل فعلياً الشعب وفق أسس مغايرة للمحاصصة الطائفية *المحاصصة الطائفية السائدة لا تبني دولة ولا تنتج مساواة ولا تؤدي إلى تقدم وازدهار. إن الحل الجذري يكمن في فكر سعاده القائم على فصل الدين عن مصالح الدولة ومؤسساتها *الصراع الوجودي الذي تخوضه أمتنا سيبقى حياً لأجيال وأجيال ولن ينتهي إلا بالتسليم بحقوقنا الوطنية والقومية

رئيس “القومي” أسعد حردان ووفد مركزي يزور ضريح الزعيم في الذكرى الـ 76 لاستشهاده ويضع إكليل زهر

رئيس المكتب السياسيّ سمير عون:

*ستة وسبعون عاماً وما زال سعاده يعلّمنا أنّ الاغتيال لا يُنهي قضيّة بل يحوّل شهيد القضية إلى رمز خالد لا يموت

*بإحياء شهادتك لا نقف على ضريح صامت بل في حضرة قضيّة حيّة زرعها سعاده بدمه وعلينا أن نسقيها كلّ يوم بالعمل والإيمان

*المجازر الصهيونية اليومية في فلسطين والاعتداءات على لبنان وجنوب سورية تحتم على القوى الحية في أمتنا المجابهة وعدم التسليم بالأمر الواقع

*يتوجب على الحكومة أن تضع خطة إصلاحية شاملة للنهوض بالدولة وبمتطلبات الحياة الكريمة للشعب

*إصلاح قانون الانتخاب وهو حجر الزاوية في تركيب الدولة وفي إنتاج سلطة تشريعية تمثل فعلياً الشعب وفق أسس مغايرة للمحاصصة الطائفية

*المحاصصة الطائفية السائدة لا تبني دولة ولا تنتج مساواة ولا تؤدي إلى تقدم وازدهار. إن الحل الجذري يكمن في فكر سعاده القائم على فصل الدين عن مصالح الدولة ومؤسساتها

*الصراع الوجودي الذي تخوضه أمتنا سيبقى حياً لأجيال وأجيال ولن ينتهي إلا بالتسليم بحقوقنا الوطنية والقومية

عشية الثامن تموز، الذكرى الـ 76 لاستشهاد مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي أنطون سعاده، زار وفد مركزيّ ضريح سعاده في مدافن مار الياس بطينا، وتقدّم الوفد رئيس الحزب الأمين أسعد حردان، رئيس المجلس الأعلى الأمين سمير رفعت، نائب رئيس الحزب – رئيس مجلس العمُد وائل الحسنية، الرئيس الأسبق للحزب فارس سعد، أعضاء من المجلس الأعلى ومجلس العمُد، مسؤولون مركزيون ورفقاء وثلة من الطلبة والأشبال والزهرات.

بعد أداء التحيّة أمام الضريح، تمّ وضع أكليل زهر باسم رئيس وقيادة الحزب.

عون

وألقى رئيس المكتب السياسي المركزي في الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين سمير عون كلمة جاء فيها:

“أيّها المؤسّس الشهيد

أيّها الزعيم

في ذكرى استشهادك في الثامن من تموز من كلّ عام يقف رفقاؤك وتلاميذك الأوفياء على هذا الثرى الذي احتضن دماءك وشكّل وهجاً لا ينطفئ على مرّ الأجيال وعلى مرّ التغيّرات.

يقف رفقاؤك أمام ضريحك ليؤكدوا تعاقدهم معك وتعاهدهم على استمرار النضال من أجل نهضة شعبنا وسيادته وتقدّمه.

نقف اليوم وكلنا يقين وعنفوان بأنّ سعاده في وجدان أمة تأبى الزوال والهوان، ومؤسّسة حزبيّة ظلت عصيّة على كلّ محاولات الإلغاء والاضطهاد.

ستة وسبعون عاماً وما زال سعاده يعلّمنا أنّ الاغتيال لا يُنهي قضيّة بل يحوّل شهيد القضية إلى رمز خالد لا يموت.

إنّ اغتيال زعيم الحزب السوري القومي الاجتماعي عبر إعدامه إثر محاكمة صورية لم يكن سوى مؤامرة صهيونية وأميركية وبريطانية نُفذت بواسطة حكام محليين مأجورين بهدف التخلّص من الفكر القومي الاجتماعي نقيض الوحول الطائفية والعشائرية التي أرادوها نطاقاً حياتياً لأمتنا.

إنّ انكشاف وإعلان الوثائق السرية الأميركية والبريطانية حول أدوار دول الاستعمار والكيان الصهيوني في اغتيال أنطون سعاده يؤكد أنّ تلك الجهات – التي رعت تقسيم بلادنا وتفتيتها – لا تريد لشعبنا إلا أن يكون قطعاناً يسوسها رعاة محليّون باسم الطوائف والقبائل والإقطاع.

لقد اغتالوا المؤسس المفكر لكن الفكرة استمرت وتعملقت وأنتجت نضالات واسعة في استنهاض الشعب وفي مقارعة الاحتلال والتجزئة وفي الإصرار على مفاهيم النهضة السورية القومية الاجتماعية كسبيل إلى الارتقاء والتقدّم.

وأضاف: نقول للزعيم في ذكرى استشهاده:

إنّ حزبك اقتصّ من قتلتك المحليين في لبنان والشام وأرسلهم إلى الزوايا المنسيّة من التاريخ.

وإنّ حزبك واجه قتلتك من الاستعمار والصهيونية بكلّ ما اكتنزه فكرك المقاوم من صلابة إيمان ووفاء وتضحيات.

أجل، إنّ حزبك أطلق المقاومة الوطنيّة بُعيد الاجتياح “الإسرائيلي” للبنان عام 1982 وقدّم آلافاً من الشهداء والجرحى والأسرى والمهجّرين، وتلك المقاومة قضت على من نصّبته الدبابات “الإسرائيلية” رئيساً للبلاد.

أجل، إنّ حزبك واجه الإرهاب وقاتَلَه.

أجل، إنّ حزبك واجه الطائفيّة وحاربها وسيبقى دائماً وأبداً على هذا الخط الملتزم بالوحدة الوطنية.

أجل، إنّ حزبك حمل القضيّة القوميّة إلى أعلى المنابر العربية والدولية على مدى سنوات.

أجل، إنّ حزبك دفع أثماناً كبيرة في سبيل هذه القضية وكلّ موقع وكلّ حضور ناله الحزب إنما كان بفضل الأثمان والتضحيات التي قدّمها القوميون الاجتماعيون مقتدين بشهادتك من أجل قضيّة تساوي الوجود.

وتوجه عون إلى القوميين الاجتماعيين بالقول:

وأنتم سليلو النضال والنصر والشهادة، نؤكد من وحي فكر سعاده وتعاليمه على المسائل التالية:

أولاً: إنّ الصراع الوجودي الذي تخوضه أمتنا سيبقى حياً لأجيال وأجيال ولن ينتهي إلا بالتسليم بحقوقنا الوطنية والقومية. وإنّ الفكر المقاوم هو الضمانة الأساس لديمومة هذا النضال وهو السلاح الأمضى والأبقى في هذه المواجهة، ويحضرنا قول سعاده “نحن نؤمن بالنضال الطويل المنظم القائم على العقيدة والوعي لا على الفوضى والانفعال”.

ثانياً: إنّ التراب الوطني هو طليعة المقدسات وهو منحة السماء لشعبنا، وهو غير قابل للتنازلات ولا للتبرّع ولا للإيجار ولا للصفقات لأنه وطن ووقف لأجيال لم تولد بعد.

وبالتالي لا يملك أحد من عابري هذه الحياة أن يتنازل عن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجولان وفلسطين واللواء السليب وكلّ شبر محتلّ.

إنّ المسار التاريخي للأمم قد يشهد نكسات وخسارات لكن الإرادة القوميّة وقيَم الحرية والتحرر كفيلة باسترجاع الحقوق الوطنيّة.

ينبغي أن لا ننخدع بتعاطف دوليّ إن لم نكن أقوياء لأنّ طاولة المحاصصات الإقليمية والدولية منذ سايكس ـ بيكو إلى اليوم لا تعترف بالحقوق الوطنية المشروعة لأيّ شعب في عالمنا العربي إلا بمقدار توافقها مع المصالح الإقليمية والدولية للدول ذات النفوذ بدءاً من الهيمنة على موارد الطاقة وصولاً إلى الاستغلال الاقتصادي والهيمنة العسكرية.

إنّ الهيمنة الأميركية والغربية أنشأت عشرات الحروب في العالم بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وكانت لبلادنا الحصة الوافرة من هذه الحروب العدوانيّة. ومع تطور متطلبات الهيمنة وتطور الآلة الحربيّة أصبحت دولة العدوان “الإسرائيلي” مكلفة بصياغة شرق أوسط جديد ينطلق من الإبادة الجماعيّة للفلسطينيين على مرأى نظر العالم المتحضر ويستكمل مشروعه من المحيط إلى الخليج وما بعد الخليج.

ثالثاً: لا قيامة لبلادنا في ظلّ الأنظمة الطائفية والمذهبية السائدة، وهي النقيضة الحادة للتقدّم والديموقراطية وللاستقرار الاجتماعي. وإنّ ترميم وتجميل النظام الطائفيّ ليس سوى محاولات لتجذيره لا سيما على مستوى المحاصصة الطائفية في المراكز والمناصب وفي غنائم الفساد الإداري والاقتصادي والمالي.

إنّ المحاصصة الطائفية السائدة لا تبني دولة ولا تنتج مساواة ولا تؤدي إلى تقدّم وازدهار. إنّ الحلّ الجذري يكمن في فكر سعاده القائم على فصل الدين عن مصالح الدولة ومؤسساتها وإزالة الحواجز القانونية والاجتماعية بين مختلف الطوائف والمذاهب وإنتاج نظام مدنيّ يلتزم السيادة الوطنية ومصلحة المجتمع، يلتزم الأخوة العربيّة في الحق وليس في التبعيّة، ويلتزم كافة مضامين شرعة حقوق الإنسان بتوفير المساواة والحماية الاجتماعيّة ومناهضة التمييز وحقوق المواطنة والسيادة الوطنية وحماية الحريات العامة.

رابعاً: إنّ ترداد الدعوات الدولية والعربية والمحلية للإصلاح في لبنان لا تزال دعوات مبهمة المقاصد والأهداف، إذ إنّها تخلو من إصلاح قانون الانتخاب وهو حجر الزاوية في تركيب الدولة وفي إنتاج سلطة تشريعية تمثل فعلياً الشعب وفق أسس مغايرة للمحاصصة الطائفية.

كما أنّ دعوات الإصلاح لم تلامس حتى الآن إصلاح المرافق العامة والمؤسسات التي تديرها، ولم تلامس مسألة حقوق المودعين التي اغتُصبت في أكبر عملية نصب حصلت. ولم يلامس الإصلاح المبهم المقاصد أيَّ تدابير مطلوبة في الشأن الاجتماعي والصحي والتعليمي.

فإذا كان إصلاح النظام السياسي غير مطروح، وإذا كانت الإصلاحات التشريعيّة غير متوفرة، وإذا كانت إملاءات صندوق النقد الدولي لا زالت تتحكّم بالقرار الحكومي وجوهرها شطب الودائع، فعن أيّ إصلاح ضبابي ترفع دعوات الاصلاح. إنّ معيارنا للإصلاح هو ما قاله سعاده: “كلّ نظام لا يعبّر عن مصلحة المجتمع وحقوقه هو نظام فاسد ولو استمرّ ألف عام”.

إنّ الإصلاح الحقيقي يبدأ بقانون انتخاب عصري على مستوى لبنان كدائرة انتخابية واحدة خارج القيد الطائفي وصولاً إلى تمثيل الاغتراب. وذلك على قواعد نسبية لتنتج ممثلين للشعب منتخبين من عموم الشعب بدلاً من انتخاب الطوائف لممثليها ووصول غلاة الطائفيين إلى المجلس النيابي. كما أنّ الإصلاح الاقتصادي والمالي لا يستقيم ببضعة تعيينات إدارية بل بخطة شفافة معلنة تصدر عن هيئات متخصّصة وليس عبر بضعة تغريدات أو خطب.

ولكي يستقيم أيّ أصلاح سياسي واقتصادي يتحتم على ذوي السلطة توفير المقوّمات الحياتية وفي طليعتها الماء والكهرباء والاستشفاء وإعادة صياغة قطاع عام منتج وظيفياً وتوفير العمل اللائق والأجر اللائق لذوي الدخل المحدود، هذا فضلاً عن إعادة إعمار ما دمّرته الحرب العدوانية “الإسرائيلية”.

إنّ الإصلاح المطلوب يجب ألا يقتصر على البنود الإصلاحية التي تطلبها وزارة الخزانة الأميركية على المستويات النقدية والمالية، بل يتوجب على الحكومة أن تضع خطة إصلاحية شاملة للنهوض بالدولة وبمتطلبات الحياة الكريمة للشعب.

خامساً: إنّ المجازر اليومية الصهيونية في فلسطين والإعتداءآت اليومية على لبنان وجنوب سورية تحتم على القوى الحية في أمتنا المجابهة وعدم التسليم بالأمر الواقع وتحتم على الدولة اللبنانية أن ترفض ضغوط رعاة الكيان الصهيوني الرامية للاستسلام للعدوان.

وجدير بالذكر وبمرارة أنّ الحكومة اللبنانية لم تتقدّم بأيّ شكوى إلى مجلس الأمن الدولي جراء الاعتداءات اليوميّة المستمرة منذ أشهر تلت وقف إطلاق النار، حتى الشكوى لمجلس الأمن المشلول أصبحت ممنوعة.

سادساً: إننا نأمل من استراتيجية الأمن الوطني التي أعلنها رئيس البلاد أن تعنى بالحفاظ على الوحدة الوطنية وعلى السيادة الوطنية وعلى التربية الوطنية وعلى الاقتصاد الوطني وعلى العملة الوطنية…

وكلّ تلك المهام تتطلّب قرارات حكومية لتنفيذ هذه الرؤى والأهداف لا سيما أنها كانت ولا تزال غائبة عن اهتمامات الدولة منذ نشوئها.

أيضاً إنّ استراتيجية الأمن الوطني معنية بمواجهة الاستثمار الغربي المشبوه في نزوح أبناء المناطق السورية، بغاية جعله عاملاً ضاغطاً على الدولة وجاهزاً للتوظيف الأمنيّ في سياق إخضاع لبنان وجرّه إلى التطبيع مع العدو “الإسرائيلي”.

وختم:

أيّها الرفقاء،

لم نقف اليوم على ضريح صامت بل نقف في حضرة قضيّة حيّة زرعها سعاده بدمه وعلينا أن نسقيها كلّ يوم بالعمل والإيمان.

إننا نحيي هذه الذكرى لنعاهد المستقبل أنّ فينا قوة لو فعلت لغيّرت وجه التاريخ، فلنكن هذه القوة ولنحوّل القسم والتعاقد مع الزعيم إلى مسار حياة.

لنحمل القضية إلى كل حي وقرية، إلى كل مدرسة وجامعة، إلى كل ساحة ووجدان نجدد العهد للمؤسس الزعيم الشهيد.

سيبقى حزبك كما أردت موحداً ورائداً في البطولة المؤيدة بصحة العقيدة.

سيبقى حزبك سنديانة عصية على كل انحراف وكل تبعية وكل هوان.

تحية لشهادتك.

تحية لشهداء المقاومة ضد الاحتلال.

تحية لشهداء الحزب السوري القومي الاجتماعي في ساحات الكرامة.

07/07/2025                                                           عمدة الإعلام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى