جريمة كفتون.. بين تعتيمٍ لئيم وحيادٍ أكثر لؤماً
كتب عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي معن حمية في جريدة "البناء" اليوم
لافتٌ هو التعتيم السياسي والإعلامي الذي أحاط بجريمة “السبت الأسود” المرتكَبة في بلدة كفتون ـ الكورة، رغم أنّ الاحتمالات والفرضيات المتداولة على اكثر من صعيد ومستوى تربط الجريمة بدوافع إرهابية.
واللافت أيضاً أنّ أحداثاً عديدة تحصل في لبنان، تواكبت مع سيل من المواقف والتصريحات، وبهواء إعلامي مفتوح ليل نهار، وبأخبار وتقارير الصحف والمواقع والمنصّات، لكن كل هذا لم يحصل إزاء جريمة كفتون، ما يطرح علامات استفهام كبيرة، عن واقع البلد والمخاطر التي تتهدّد أمنه واستقراره وسلمه الأهلي ومستقبله أبنائه!
الحزب السوري القومي الاجتماعي قال كلمته الفصل وينتظر: “إنّ دماء الشهداء الأبطال فادي وعلاء وجورج، دماء غالية، وهي أزكى وأنقى وأطهر من أن تُستثمر في السياسة أو المزايدات”. ولكن،.. لا يظنن أحد بأننا نقول كلمتنا ونمشي. فنحن نثق بالأجهزة العسكرية والأمنية التي تتولى التحقيق وعلى نتائجه نبني.
ما يستوقفنا وهو الأشدّ وقعاً وغرابة، الحياد اللئيم، ونأي البعض عن إصدار موقف يدين الجريمة ومرتكبيها.. في وقت نرى هذا البعض يُرغي ويُزبد، مع كل حدث يوظف لغير مصلحة لبنان واللبنانيين.
لو لم تكن فئة دم الرفقاء الشهداء جورج وعلاء وفادي، سورية قومية اجتماعية، لكانت أي فئة أخرى طائفية أو مذهبية أو قبلية ،وترتبط ربما بمشاريع مشبوهة، أقامت الدنيا ولم تقعدها، ووجّهت الاتهامات وأصدرت الأحكام، لأن دأب هذه الفئات هو الاستثمار في الدم، لاستدراج الفتن.
اليوم، يكون قد مضى أسبوع على استشهاد رفقائنا الأبطال، جورج سركيس وعلاء فارس وفادي سركيس. ومنذ يوم ارتكاب الجريمة وأجهزة الدولة المعنية تعمل لكشف كل خيوطها ومنفّذيها.. وما تكشّف إلى الآن وما سيتكشّف، سيوصل الى الحقيقة الكاملة، التي تكشف أن لبنان بات في مهب عاصفة الإرهاب.
ولكن السؤال الأخطر، لماذا التعتيم السياسي والإعلامي.. ومن يقود صناعة الأحداث للتعمية على جريمة كفتون؟
حذارِ من صنّاع الفتن المتنقلة. فما حصل في خلدة هو جزء من مخطط الفتنة، قد يكون لحرف اهتمام القوى الأمنية عن مسرح جريمة كفتون، لطمس معالم حقيقة المخطط الإرهابي الذي يتهدد لبنان.
في أسبوع الرفقاء الشهداء، جورج وعلاء وفادي، نؤكد بأن دماء القوميين وديعة تُردّ إلى الأمة، فتعود حارّة، واخزةً، تقضّ مضاجع القتلة والمجرمين.