ودّع السوريون القوميون الاجتماعيون في مأتم مهيب الرفيق المناضل خليل النبوت، وقد جرت مراسم التشييع في أميون ـ الكورة، وحضر التشييع إلى جانب العائلة مسؤولو الحزب في الكورة وحشد من المواطنين والقوميين.
انطلق موكب التشييع من أمام منزل الفقيد تتقدمه الأعلام الحزبية وأكاليل الورد باسم رئيس الحزب ورئيس المجلس الأعلى ومنفذية الكورة ومديرية أميون. وقد لف النعش بعلم الزوبعة وحملته كوكبة من النسور، وعند الوصول إلى كنيسة السيدة في البلدة سجي النعش فيها محاطاً بالأكاليل وباقات الزهور .
ترأس الصلاة الأب نقولا مالك وعاونه الأب الياس نصار والأب مخاييل الأشقر، وألقى الأب مالك كلمة ذكر فيها فضائل الرفيق خليل الذي يعرفه شخصياً وكان على تواصل دائم معه.
نادر
ثم ألقى الأمين كمال نادر كلمة أبّن فيها الرفيق خليل النبوت وفيها قال:
“نجتمع اليوم لنودع خليل النبوت، الإنسان الملتزم الواعي الخلوق والمعطاء، ويلفنا الحزن على فقدانه ونشعر بأنه سيترك فراعاً كبيراً عندنا نظراً إلى ما كان يتمتع به من دينامية وحضور دائم وجميل.
عرفته منذ عام 1975 بداية الأحداث في لبنان وترافقنا في العمل، تحملنا الصعاب والأخطار مع كل رفقاء جيلنا، تحملنا التهجير والحرب وسهر الليالي وآلام الشهداء وأطفالهم، وكان خليل قوياً شجاعاً مقداماً هو وإخوته أمين وجورج وفادي ورفقاؤهم في أميون والكورة وطرابلس وعكار وكل المناطق .
أضاف نادر: عندما عدنا من التهجير عام 1976 كانت البيوت منهوبة ومحروقة فعملنا ليل نهار لنعيد الحياة إلى أميون، وصنعنا أملاً وفرحاً للناس والأطفال لكي نزيل الحزن واليأس عنهم. كنا نعمل باستمرار لتأمين وصول المساعدات وما أبسطها ونسهر لنحرس البلدة من الأخطار، وكانت لنا سهرات في البيوت المحروقة لننير العتمة بالأغنية والأناشيد، وخليل كان حاضراً في كل المجالات، وباكراً فقد رفيقه وصديقه رستم العازار وكانت فاجعة علينا.
وتابع قائلاً” سافر خليل إلى الخليج مثل كل أبناء أميون والكورة وعمل بجد لفترة قليلة من السنين ثم عاد وأسس مؤسسة صناعية وتجارية أمّن بها فرص عمل عديدة للشباب، وكان كريم اليد والمساعدة، وكبرت مؤسسته وعمر بيته ثم أسّس عائلة قومية مع شريكته ميلان نكد أخت الرفيقين جوزيف وعزيز نكد، وربيا الصبيتين ليوني وميريام، وهما حاضرتان دوماً في الحياة العملية والاجتماعية والعلمية.
قامته الباسقة وطلته الباسمة كانت حاضرة باستمرار، معنوياته دائماً مرتفعة، لم يغب عن ساحة مواجهة وخطر ولا عن مناسبة فرح أو مأتم، وكان يهزأ من الموت، وعندما استشهد أخوه جورج حمل جرحه بنفس كبيرة ومتعالية وضمد جراح عائلة شقيقه وغيرها. وفي مرحلة لاحقة تعب قلبه فأجريت له عملية قلب مفتوح وعاد للحياة بكل قوة وأمل وعاش ليومه ولدنياه ولوطنه من دون خوف، كأنما كان يريد أن يشبع من كأس العمر حتى الثمالة مهما طال أو قصر. وها أنه قد غادر هذه الدنيا الفانية وهو في أول السبعين من العمر وترك لنا ذكراه الغنية والجميلة كما ترك الحزن في نفوسنا جميعاً. إن حزبه وعائلته وبلدته وأصدقاءه يفتخرون به.
وقال نادر: نمر في ظروف معيشية وسياسية صعبة جداً نتيجة الضغوط الأميركية الصهيونية علينا لخنق روح الحياة والمقاومة في وطننا لكننا نأبى الانكسار ونقول “يا عدو الشمس إني لن أساوم ولآخر نبضٍ في عروقي سأقاوم”، وستزول هذه الظروف حتماً ولن نجوع أو نركع.
وقرأ نادر أبياتاً من قصيدة (تراب) للشاعر القومي إيليا أبو شديد “في تراب باقي تراب وتراب عم يمشي”. ثم ختم كلمته مقدماً باسم السوريين القوميين الاجتماعيين في الوطن وعبر الحدود التعزية للعائلة الكريمة ولأصدقاء الفقيد وإخوانه، شاكراً الحصور على مواساته.
29/08/2021 عمدة الإعلام