مهنا: الراحل مناضل ملتزم آمن برسالة المحبة والوحدة والإخاء وكان يمدّ يد المساعدة مقتدياً بزعيمه أنطون سعاده
ــ لبنان رسالة الإنسان والمواطنة والانتماء الواحد لا رسالة الطوائف والمذاهب والملل
الأب سعد: الراحل انتمى إلى حزب عقائدي وجهر بهذا الإنتماء وعمل بإخلاص وتفانٍ فيه وله
شيّع الحزب السوري القومي الاجتماعي وأهالي بلدة قاع الريم البقاعية، (أمس) الأمين المناضل والإعلامي شوقي الرياشي، بمأتم حزبي وشعبي في كنيسة سيّدة النيّاح ـ قاع الريم، وحضر إلى جانب العائلة ناموس المجلس الأعلى توفيق مهنا، عضو المجلس الأعلى سماح مهدي وعدد من المسؤولين، المنفذون العامون لمنفذيات بيروت والمتن الجنوبي وزحلة فادي داغر ومحمد عماشة وإيلي جرجس، مدير عام “البناء” د. وليد زيتوني، رئيسة مؤسسة رعاية أسر الشهداء نهلا رياشي وأعضاء هيئات منفذيات ومسؤولي الوحدات وفاعليات وجمع كبير من القوميين والمواطنين. وتقدّم موكب التشييع حملة الأكاليل باسم مركز الحزب والمنفذيات.
الأرشمندريت سعد
ترأس القداس لراحة نفس الراحل رئيس الكليّة الشرقيّة الأرشمندريت سابا سعد، وقال في عظته: الراحل انتمى إلى حزب عقائدي وجهر بهذا الإنتماء وعمل بإخلاص وتفانٍ فيه وله، في أيام الحرب الصعبة والظالمة والمظلمة والحالكة، في تلك الأثناء في ذاك الليل الأسود، كان شوقي يبادر إلى الخدمة ويمدّ اليد للمساعدة عندما كانت تقفل الطرقات في وجه الناس، كان يعمل ويضحّي ليتمكن من الوصول إلى المستشفيات أو إلى مناسباتهم، له الكثير من المعارف، أبناء هذه البلدة وكلّ القاصدين له وكثير من الناس يحفظون له هذه الخدمات التي قدّمها نتيجة وجوده في الحزب القومي ونتيجة علاقاته ومحبته للخدمة والناس.
نصلي اليوم لكي يكون المرحوم شوقي الذي خدم الله وخدم الإنسان في المكان الذي يستحق ونحن كلنا أمل وثقة أننا نستودعه عند إله خلقنا وأحبّنا واعتنى بنا واحتضننا ووعدنا بالخلاص، ووضع السماء موطناً لنا وقال لنا من يؤمن بي ويسمع كلامي لا يأتي.. بل ينتقل من الموت إلى الحياة.
وختم: باسم العزيز أبونا غابي وباسمي الشخصي وباسم الحضور المشيّعين، أتقدم بالتعزية الحارة والقلبية من عائلته ومن أشقائه وكلّ معارفه وأصدقائه ومحبّيه.
مهنا
وألقى كلمة الحزب السوري القومي الاجتماعي ناموس المجلس الأعلى توفيق مهنا، وفيها قال: الأمين الراحل شوقي الرياشي ملأ زمانه عطاء وتضحية وإنجازاً، في أكثر من مجال وعلى أكثر من مستوى.
إنْ قلنا الأمين شوقي فهو الإنسان المؤمن برسالة النهضة بصدق وشفافية وتفان.
إنْ قلنا الأمين شوقي فهو المناضل الملتزم الذي جابه في حياته عصف مؤامرات وتحديات، ولم تنل من إرادته أية صعوبات ولا نال من إيمانه أيّ تحدّ.
عرفته مناضلاً مضحياً، وفاعلاً في عمله الحزبي، وحين عيّنت في العام 1977 منفذاً عاماً لمنفذية المتن الجنوبي وكان هو منفذاً عاماً للمنفذية المذكورة، أدركت أهمية الجهد الذي بذله الأمين شوقي على رأس المنفذية، في المرحلة التي أشار اليها بإيجاز بليغ الأب سابا سعد، والذي قال أمامنا كلمة من القلب تحدث فيها عن ظرف صعب، عن حرب أهلية، عن قتل وتهجير، عن دماء ودموع، ولكن في قلب تلك الحرب، كان الأمين شوقي، القومي الاجتماعي المؤمن برسالة المحبة وبالوحدة وبالإخاء، كان يمدّ يد المساعدة كما علّمه زعيمه الذي اقتدى به، بأننا نحن أبناء الحياة، نحب الحياة، والحياة لنا، لشعبنا لأهلنا لا تفرّق بيننا أية حواجز لأننا نؤمن بالوحدة.
أضاف مهنا: مارس الأمين شوقي قناعاته في أصعب الظروف ورغم كل الأزمات والعواصف والرياح الهوجاء السامة، كان يمثل نموذجاً جديداً في الحياة يليق بلبنان واللبنانيين، وهذا النموذج هو طريق التغلب على الفتنة والتمزق والتفكك.
وأكّد مهنا أنّ الأمين الراحل كان إعلامياً ومثقفاً ومقاوماً، لم يتوقف طيلة حياته عن تقديم كلّ مستطاعه في سبيل القضيّة، وكان يعمل دوماً من أجل وحدة الأمة وتحريرها، وكرّس حياته في مجابهة العدو الصهيوني، لكونه عدّ فلسطين كلّ فلسطين لنا. فلسطين تارخياً وحضارة وهوية، هي لنا، فلسطين بيت لحم والناصرة وكنيسة القيامة والمسجد الأقصى وكل المدن والقرى والبلدات هي لنا، ولن تكون لغزاة مجرمين ولا لهجرات يهودية غاصبة لأرضنا، نحن على مشارف ميلاد رسول المحبة، فهل يُعقل أن نقيم صلوات التمجيد والبشارة والمقدسات مأسورة بحراب الصهاينة؟
الأمين شوقي ابن رسالة النهضة القومية الاجتماعية التي آمنت بلبنان المنارة والدولة المدنية الديمقراطية، دولة العدالة والمساواة، ولبنان نطاق ضمان للفكر الحر كما قال سعاده.
وتابع مهنا: “ألم يحدثنا ويرشدنا قداسة البابا الراحل يوحنا عندما زار لبنان بالتأكيد أنّ لبنان رسالة.
لبنان رسالة يعني لبنان الإنسان، لا رسالة الطوائف والمذاهب والملل، بل رسالة المواطنة والانتماء الواحد، هكذا يكون لبنان رسالة، وليس محميات طائفية أو مذهبية.
لقد كافح الأمين شوقي من أجل توحيد مجتمعه من وحي أنطاكيّته، لأنّ نضاله الجادّ لوحدة الأرض كان تكريساً لعقيدته المنادية بالوحدة من انطاكيا الى فلسطين ولبنان والشام والأردن والعراق، أفليس بطاركتنا بطاركة بكنيسة أنطاكية وسائر المشرق، وهذه بلادنا الواحدة، بلاد الشام والهلال الخصيب وسورية الطبيعية.
وختم مهنا: نعاهد الأمين الراحل على الاستمرار في مسيرة النهضة وعدم التواني والبقاء في ساح الصراع من أجل انتصار القضية القومية.
تحية الوداع
بعد الكلمات أدّى القوميّون الاجتماعيّون تحيّة الوداع للأمين الراحل، ورفعوا جثمانه ملفوفاً بعلم الزوبعة على الأكف قبل أن يوارى الثرى في مدافن البلدة.
17/12/2018 عمدة الإعلام