باقٍ هو الأمل والرجاء… أنطون سعاده نهضة قوميّة اجتماعية أشرقت على الأمة لتبعث نوراً يقضي على ظلامها
كتب د. أدمون ملحم
في زمن التراجع والانهيار والانحلال، زمن الويلات والمآسي والأزمات المتراكمة التي يتخبّط بها شعبنا ويئن من الأوجاع والآلام.. أوجاع الفقر والبؤس والجوع، وآلام النزوح والتشرّد والقهر والإذلال والاحتلال. إن هذا الزمن الرديء، تسبّبت به طبقة مكوَّنة من سياسيين تقليديين مشعوذين وإقطاعيين ومرابين نفعيين ومنافقين تمرّسوا بنفاقهم وغيّهم، وافتقروا إلى الحدّ الأدنى من الضمير والكرامة والإحساس بالمسؤوليّة الوطنيّة، وشكلوا على مرّ المراحل أداة طيّعة بيد الأجنبي يعاونونه على تأبيد هيمنته على بلادنا، احتلالاً واستعماراً وإرهاباً، بعدما تآمروا على وحدة الوطن وعلى نهضة المجتمع ولم يكترثوا بآمال الشعب وأحلامه.
في هذا الزمن الصعب، يأمل الشعب بالإنقاذ وينتظر الأمل والرجاء من فئة نزيهة او حركة إنقاذيّة تنتشله من هذا الوضع الخطير ومن حالة اليأس والإحباط والشلل والانهيار..
نحن لا يتراءى لنا الأمل بانبعاث النور من الظلام وانبثاق الفجر الجديد إلا بفتى الربيع الذي وُلدَ في الأول من آذار، في يومِ مشعٍ بنظارة الحياة ومتألق بجمال الطبيعة وألوانها البراقة.. في ذلك اليوم وُلِدَ أنطون خليل سعاده في ضهور الشوير وفي عينيه ضوء فاق النجم وهجاً.. ومع السنين تحوَّلَ هذا الضوء إلى أنوارٍ هاديةٍ ساطعةٍ تشِّعُ حباً وآمالاً وحقاً وخيراً وجمالاً.. وأمسى هذا اليومُ عيداً للأمل والأحلام.. للفرحِ والوئام.. للحب والوفاءِ.
يوم الأول من آذار هو عيدٌ للفرح القوميّ.. فرح الأمة بهبة الحياة.. بولادة العبقريّة في شخصيّة هذا الرجل الفريدة، الحقيقيّة، المتميّزة بإيمانها وحيويّتها وثقتها بنفسها وإدراكها العالي، والغنية بالعوامل النفسيّة التي “يحتاج درسها إلى مجلدات”.
نعم! نحن يتراءى لنا الأمل بهذا الرجل العبقريّ الذي وهبه الله للأمة لينطق بلسانِها ويعبِّرَ عن مكنوناتِ أفكارها وليقودَ نهضتها الجديدة ويسيرَ بها على طريق الجهاد والبطولة صعوداً إلى الرقي والمجد..
الأمل والرجاء نجدهما في نبوغ هذا الرجل، في شخصيّته الصريحة، المُحِّبة، التي ترى في عينيها بريق الصدق وتقرأُ على جبينها حروف العز والشموخ والعنفوان.. هذه الشخصية، التي تتمتع بنفس فاهمة، كبيرة، واسعة، وعميقة، تمثّلت روحُ الأمة فيها وعبّرت تعبيراً عظيماً عن “الآمال الكبيرة العالقة بها أنفس ملايين البشر” وعن إرادة “أمة ستعود إلى الحياة وتثب للمجد” والفلاح…
الأمل والرجاء نجدهما في شخصية هذا الرجل الذي جمع بعقله مجموعة من العبقريّات والذي أعطى الأمة التعاليم المحيية لتشق طريق حياتها، “فأحدثت هذه التعاليم “أعجوبة الدهر” ووحّدت المقبلين إليها في إيمان قومي اجتماعي واحد ينقذ الأمة إنقاذاً كليًّا” ويرتقي بها إلى قمم المجد..
أنطون سعاده هو فكرة حيّة لا تموت، وحركة هجوميّة، فاعلة، حركة صراع وانتصار لا حركة استسلام وقناعة.
أنطون سعاده هو الأمل الصاعد وسط الانهيار وعوامل اليأس والقنوط.
هو أمل الشعب بالمستقبل الجميل.. بالحياة الحرة الراقية القائمة على أسس نظام قوميّ اجتماعي جديد يؤمّن البحبوحة والغنى والعدالة الاجتماعية ويقود إلى الحرية والسيادة والاستقلال وإلى مراقي العز والشرف والتقدم والفلاح..
وأنطون سعاده هو نعمة تجسَّدت في التعاليم السورية القومية الاجتماعية المُنقذة للشعب من حالةِ الفوضى والضياع والجهل والضعف والذل والتشرذم والانقسامات. وهو رجاء للأمة بانبعاثها من الجمود والموت وعودتها إلى الحياة، إلى وجدانها ومعرفتها، إلى بناء نفسها في نهضة شاملة ليعود دورها الحضاري والإنسانيّ فاعلاً في الوجود ولتنعم بربيعها الدائم والواعد بمواسم العطاء والإبداع ودفق الخيرات والإنتاج..
أنطون سعاده هو نهضة قوميّة اجتماعية أشرقت شمسها على الأمة لتبعث نوراً يقضي على ظلامها ولياليها السوداء وينير الطريق لشعب يريد ان يحيا بعز ورخاء وأن يسلك سلم المجد والارتقاء.
فلنفرح بنور الأول من آذار، بهذا الحدث الأبهى، ولنكون أمل الشعب بأخلاقنا الجديدة وبوحدتنا الروحية الكلية التي تجمعنا في كل فكرة وفي كل نظرة في حياتنا والتي تربطنا معاً كعصبة واحدة. وكما يقول صاحب العيد لأبناء عقيدته: “أنتم القوة في أنفسكم وإليكم يجب أن يسعى الناس، لا أن تسعوا أنتم نحو أشخاص آخرين.” ويضيف: “إنكم ارتبطتم بعضكم ببعض وربطتم أرواحكم بعضها ببعض لأنكم تعملون في سبيل المبادئ التي جمعتكم بعضكم إلى بعض. فابقوا منضمّين متضامين وكونوا عصبة واحدة أينما سرتم وكيفما توجّهتم”.
الزعيم سعاده ونظامه القومي الاجتماعي أمل الشعب بالمستقبل الجميل.. بالحياة الحرة الراقية القائمة على أسس نظام جديد يؤمّن البحبوحة والغنى والعدالة الاجتماعية ويقود إلى الحرية والسيادة والاستقلال وإلى مراقي العز والشرف والتقدم والفلاح..