الخازن والداوود وعفيف أشادوا بعملية الويمبي النوعية وحيوا منفذها البطل القومي خالد علوان
في الذكرى السادسة والثلاثين لعملية «الويمبي» البطولية ومنفذها البطل القومي خالد علوان أجرى الموقع الرسمي للحزب السوري القومي الاجتماعي ssnp.online وجريدة «البناء» مقابلات مع عدد من النواب والقيادات الحزبية والشخصيات الوطنية حول عملية الويمبي التي شكلت فاتحة تحرير بيروت… ولبنان.
وفي ما يلي نصوص الحوارات مع رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن وأمين عام حركة النضال العربي النائب السابق فيصل الداوود ومسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف:
الخازن: عملية الويمبي عبّرت عن قدرة المقاومة على مواجهة الاحتلال «الاسرائيلي» ودحره
إعتبر رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن أن عملية الويمبي في 24 أيلول 1982 عبّرت عن قدرة المقاومة على مواجهة الاحتلال “الاسرائيلي” ودحره.
وقال الوزير الخازن، لم يتأخر الحزب السوري القومي الاجتماعي عن واجب الدفاع عن الأرض وردع العدو “الإسرائيلي” والإرهاب، وقد أطلق أولى عمليات المقاومة منذ ستة وثلاثين عاماً، في قلب بيروت ضد العدو الإسرائيلي الذي كان يتمختر في شوارع العاصمة.
أضاف الخازن: إن عملية الويمبي الشهيرة حدث لا ينسى، لأنها وجهت ضربة حاسمة للعدو، حين نفذ المقاوم خالد علوان هجوما مباغتاً وفي لمح البصر ضد ضباط الاحتلال وجنوده، موقعاً في صفوفهم القتلى والجرحى.
وشدّد الخازن على أن تلك العملية النوعية، بحد ذاتها، عبّرت وقتذاك عن اراداة الصمود والثبات، وهي تعبّر راهناً عن مدى قدرة المقاومة على قطع دابر الاحتلال الإسرائيلي والتصدي لكل التنظيمات الارهابية والتكفيرية التي تتربص شراً بأمن لبنان واللبنانيين.
وختم الخازن قائلاً: نحن بحاجة اليوم الى تحصين كل انجاز ساهم في حماية لبنان من الاخطار والتحديات، وحفظ كرامة اللبنانيين وعزتهم.
الداوود: الحزب القومي مشعل للتضحية والفداء وعملية الويمبي شكلت المنطلق لتحرير بيروت ولبنان
اعتبر الأمين العام لحركة النضال اللبناني العربي النائب السابق فيصل الداوود أنّ “الحزب السوري القومي الاجتماعي قدّم تضحيات على الصعيدين الوطني والقومي، فكان له أثر بارز في إيقاد شعلة المقاومة، وكان ولم يزل مشعلاً للتضحية والفداء. ونحن وكلّ إنسان وطني حرّ يعتبر أنّ عملية الشهيد خالد علوان في الحمراء قلب بيروت وفي مقهى “الويمبي” الذي حاول العدو تدنيسه حين اجتاح بيروت عام 1982 إنما هي أساس لا بل انها منطلق أساسي لمقاومة العدو”.
أضاف الداوود: “الحزب السوري القومي الاجتماعي هو شعلة بالعطاء الوطني والفداء ضدّ العدو ومخططاته، كانت تلك العملية المنطلق الأساسي للمقاومة في بيروت وكلّ لبنان وهذه الشعلة تجسّدت بجبهة المقاومة الوطنية، وكان الحزب القومي رأس حربة، وهذه ترجمة طبيعية لفكر سعاده الخلاق والداعي إلى أهمية النهضة والانتماء”.
وحول أهمية التضحيات التي قدّمتها المقاومة منذ الطلقة الأولى للشهيد علوان وما تلاها من انتصار وكيفية صون كلّ الإنجازات التي تحققت، قال الداوود: “للأسف نحن اليوم أمام مشهد لا يرقى إلى مستوى التضحيات التي قدّمها المقاومون بدءاً بالبطل الشهيد علوان وصولاً إلى كلّ الأسماء التي حفرت حروف التاريخ من خلال المقاومة والتصدّي للمحتلّ، وبدل أن يكون لدينا دولة تحصن فعل الشهداء، نرى انّ بعض الأطراف تتآمر بشكل مباشر أو غير مباشر لترسيخ الإطار المذهبي والطائفي وتشويه صورة المقاومة وإنجازاتها، بحيث لم تكن المرحلة الحالية سياسياً بمستوى عطاءات وتضحيات المقاومة”.
وختم الداوود: “نأمل أن يتمّ بناء الدولة على أساس قومي لأنّ الإطار الطائفي ما هو إلا تهديم للوطن، وفي ذكرى الشهيد البطل خالد علوان لا ننسى النصر الذي تحقق عام 2000 وبعده 2006 ليغيّر المقاومون كلّ المعطيات المتخاذلة، وهذه الانتصارات تؤكد أنّ المؤامرة التي حيكت لاغتصاب الأرض لا يمكن مواجهتها إلا بالموقف المقاوم، وفي لبنان يجب أن تكون المقاومة جامعة لكلّ الأطراف”.
عفيف: عملية الويمبي نقطة مضيئة في تاريخ المقاومة.. وقد انتقلنا من مرحلة التصدّي إلى مرحلة القوة والردع
أكد مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله الحاج محمد عفيف أن “الحزب السوري القومي الاجتماعي الشريك المتواصل والدائم في المقاومة ضد الاحتلال وصولاً إلى المواجهة مع الجماعات التكفيرية وإلحاق الهزيمة بها، وعملية الويمبي التي كانت فاتحة عمليات المقاومة هي نقطة مضيئة وساطعة في تاريخ المقاومة عموماً والحزب السوري القومي الاجتماعي خصوصاً، والشهيد خالد علوان أثبت أن كل غازٍ لا بد له من مقاومة”.
أما في ما يتصل بالمقارنة بين زمن الاجتياح عام 1982 والزمن الحالي، يقول عفيف: “لنضع المشهد ضمن إطار إيجابي. من هنا حين نقارن بين عام 1982 وحالنا اليوم نقول وبكل بساطة في ذلك الوقت كان العدو يتجوّل في شوارع بيروت بدباباته، وحين نفّذ الشهيد علوان عمليته كان هذا العدو في المقهى، واليوم هذا العدو نفسه لا يقوى على تكرار فعلته لا بل لا يتجرأ على التفكير بالأمر. وذلك كله بفضل المقاومة وما قام به علوان وكل المقاومين، من شهداء حركة أمل والأحزاب الوطنية. إذاً المزاج العام في لبنان والمنطقة انتقل من مرحلة التصدّي إلى مرحلة القوة والردع بفضل الشهداء والمناضلين الذين أسسوا لهذه القوة الرادعة”.
وحول محاولات تغييب الشواهد المقاومة يؤكد عفيف: “بكل أسف، نقول لولا وجود جهات يرتبط بها المناضل أو الشهيد لضاعت هذه المقاومة في غياهب النسيان، اليوم يحتفل الحزب القومي بذكرى رمز من رموزه، مع الإشارة إلى أن هذا الرمز يجب أن يكون للوطن كله. وبالتالي يجب أن يحتفل به كل الوطن. ومن هنا نضع اللوم على من لا يدرك أهمية الحفاظ على ذاكرته النضالية، وعلى الدولة التي تسقط مرحلة ذهبية من كتاب التاريخ. هذه المرحلة يجب أن تكون ضمن منهاج التربية الوطنية، ومَن سيكتب لاحقاً تاريخ هذا البلد عليه أن يذكر كل الأسماء التي دافعت عنه وحررته، هنالك نزعة معينة في الدولة بعدم كتابة هذا التاريخ الحديث وحتى اليوم لا تتضمن المناهج التربوية الأسماء والمحطات التي دافعت عن لبنان وقاومت الاحتلال. ومن هنا لدينا علامة استفهام كبيرة حول عدم سعي الجهات المعنية في الدولة إلى كتابة التاريخ اللبناني الحديث”.
وعن كيفية حماية إنجازات المقاومة على الصعيد السياسي والإعلامي، قال الحاج عفيف: “أولاً علينا التنبه إلى العمل المتواصل سواء من بعض الداخل أو الخارج لشنّ حرب نفسية، إن من خلال وسائل الاعلام أو وسائط التواصل الاجتماعي في محاولة لاستهداف الوعي لدى المجتمع، وبالتالي دفع إلى نسيان شهدائه ورموزه ومناضليه. وهنا تصبح المسؤولية مضاعفة لدينا ولدى كل الاحرار والمثقفين والإعلاميين للحفاظ على تاريخ المقاومة ورموزها المضيئة بدءاً بخالد علوان ولولا عبود وسناء محيدلي وكل من تصدّى وقاوم واستشهد في سبيل تحرير الأرض وصون القضية”.
وختم: “المطلوب سياسة واضحة طالما الجميع متفق أن “إسرائيل” هي العدو، لذلك ينبغي أن لا يخضع موضوع المقاومة ورموزها للحسابات الطائفية والمذهبية، ولذلك مسؤوليتنا تجاه الأجيال القادمة كمحور مقاوم حماية إنجازات المقاومة بخطة سياسية مدروسة داخل مؤسسات الدولة لينسحب ذلك على المجتمع”.