
استكمل الحزب السوري القومي الاجتماعي التحضيرات لعقد مؤتمره العام المقرّر في 27 أيلول 2025، ولإجراء الانتخابات المقررة في 28 أيلول 2025، وقد بدأ بتوجيه الدعوات إلى أعضاء المؤتمر العام (أمناء ورفقاء منتخَبين) وأصحاب الكفاءة والاختصاص ومقدّمي الدراسات والاقتراحات، للمشاركة في أعمال المؤتمر العام، ودعوات مماثلة إلى أعضاء المجلس القومي (أمناء ورفقاء منتخَبين) لانتخاب أعضاء المجلس الأعلى وهيئة منح رتبة الأمانة.
عميد الإذاعة في الحزب ايلي الياس شدّد على وجوب المشاركة الواسعة في الاستحقاقات الحزبية، وقال:
ندرك تماماً حجم الصعوبات التي ينعقد في ظلّها مؤتمرنا العام ومجلسنا القومي، في زمن تتعاظم فيه التحديات، وتتعمّق الجراح في جسد أمتنا، ويشتد فيه الصراع بين إرادة الحياة من جهة، وقوى الاستلاب والتفكك من جهة أخرى. لقد باتت التحديات التي نواجهها تحدياتٍ مصيرية، في ظلّ تقدم المشاريع الكيانية والطائفية التي تهدد وحدة الأمة وحقوقها، وفي خضم حرب عدوانية وجودية تستهدف ضرب مقوّمات نهضتنا ومصادر قوّتنا.
أضاف: في وقتٍ نحن فيه بأمسّ الحاجة إلى التماسك والعمل الموحّد، جاء قرار الإدارة الحزبيّة بعقد المؤتمر العام لمناقشة المواضيع كافة، والمجلس القومي لانتخاب أعضاء المجلس الأعلى وأعضاء هيئة منح رتبة الأمانة، بعد التمديد لولاية مندوبي المجلس القومي، خطوة تعبّر عن وعي ومسؤوليّة حيال دقة المرحلة وخطورتها. ومحطة مفصلية في مسيرتنا النضالية، وميداناً حيوياً لتجسيد الإرادة القومية الحيّة التي أرساها باعث النهضة أنطون سعاده، وبذل لأجلها دمه.
ولفت عميد الإذاعة إلى أن هذه المحطة تستند إلى اعتبارين أساسيين:
الاعتبار الأول: التأكيد على استمرارية نهج الحزب بخطوات أكثر رسوخاً نحو تحقيق غايته، بكونه الأداة في حركة النهضة التي وضعها سعاده، نهضة أرادها، مُنطلقة من عقيدة واضحة، تُخرج السوريين من التخبط والبلبلة والتفسخ، إلى الوضوح والعمل بإرادة واضحة، فهي مسيرة التحرك باتجاه الوضوح واليقين القومي، وهي التغيير الذي ينقل الأمة من حالة إلى حالة أخرى بعوامل الصراع المستند إلى قوة العقيدة، والوعي الفاعل، وكلما كانت الأزمات التي تواجه الأمة عميقة، ازدادت هذه العوامل قوةً ومتانةً وعمقاً، في عملية المواجهة لإحداث التحوّل. ومن هنا فإن دور المؤسسات في عملية إحداث التحوّل هذا، تصبح أكثر عمقاً، فهي لم توجد لنشر العقيدة فحسب، وإنما، لتنظيم العمل في حركةٍ تكفل تحقيق هذه النهضة “الحزب فكرة وحركة تتناولان حياة الأمة بأسرها”. فحركة المؤسسة تنهض بالإنسان، وتحرره من جميع القيود التي تعيق قواه الحيّة، وتشمل جميع مظاهر الحياة الإنسانية والمجتمعية، لنشر الوعي القومي المرتبط بمصلحة المجتمع والأمة، حتى إذا ما حصل هذا الوعي، يكون العمل على نقد ونقض الواقع القائم، عنوان التحدّي بإرادة صادقة، وعزيمة لا تلين، مؤيدة بصحة العقيدة.
الاعتبار الثاني: تعزيز إرادة السوريين القوميين الاجتماعيين، للحفاظ على حركتهم الفاعلة ضمن مؤسسات الحزب ومتحداتهم، لمواجهة جميع التحديات، وليكونوا دائماً فاعلين في حركة الصراع، بكل إرادة حية، لا يسمحون لليأس أن يتسرب إلى نفوسهم الحية، فيقتل روحيتهم القومية، وليكونوا كما أراد سعاده “سداً منيعاً لا تنفذ منه الفوضى”.
واعتبر عميد الإذاعة أن إنجاز استحقاقاتنا الحزبية في ظل التحديات، التي تتهدد الحزب والأمة، هي تأكيد على استمرار المسيرة القوميّة في الفكر والممارسة، ولتغليب المصلحة العامة للأمة والمجتمع، على المصالح الشخصية الضيقة، وتجاوز الأنا الفردية، في اتجاه المجموع المؤثر الفاعل، ولاستنهاض قوانا الحَيةْ، وقدراتنا، ومعارفنا. لذا فإن الواجب يحتّم المشاركة الواسعة في المؤتمر العام وإغناءه بنقاشات مسؤولة حول مضمون الدراسات والاقتراحات. فالمؤتمر العام منبر تتلاقى فيه العقول وتتكامل فيه الآراء البنّاءة، للوصول إلى خلاصات وتوصيات ترسّخ نهج الحزب وتحقق مصالح الحزب والأمة.
وختم بالقول، إن التزام المؤسسات الحزبية، بإنجاز الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها، ينطلق من ثابت أن القوميين مؤتمنون على حزبهم، وهم المعبرون عن الإرادة العامة في حركته، ولهذا يتوجب على القوميين المشاركة في الاستحقاق الانتخابي الحزبي، ترشحاً وانتخاباً، والمشاركة في المؤتمر العام رأياً ومناقشة، وذلك لتحصين حزبنا والسير بثبات لتحقيق غايتنا وانتصار قضيتنا.