الحسنية: سنبقى على ما نحن عليه متمسكون بحقنا مدافعون عن أرضنا نقدم الدماء الزكية على مذبح الحرية من أجل نصرة أمتنا وعزتها
ـ أميننا الراحل آمن بوحدة الشعب والوطن وواجه المذهبية والطائفية لأنها عوامل تفتيت وفتنة تقسم وتفرق
محسن: نودع قامة معنوية وأخلاقية، رفيقا وأمينا نفتخر بمعرفته ومجالسته، انسانا حفر مكانا له في قلوب أهالي مشغرة والبقاع الغربي وكل من عرفه
سلوان: ما ترك يوما حلبة الصراع.. قاوم بالرصاص والكلمة وبالموقف والحكمة وكانت عيناه دوما ترنو نحو فلسطين
شيع الحزب السوري القومي الحزب السوري القومي الإجتماعي وأهالي مشغرة المناضل القومي والصحافي محمود علي غزالي في مأتم مهيب وحاشد، وحضر التشييع إلى جانب العائلة وأبناء الراحل، الأمين وسام، ورؤيا وهلا وهشام وطارق، وفد مركزي تقدمه نائب رئيس الحزب وائل الحسنية، وضمّ ناموس مجلس العمد نزيه روحانا، عميد الإعلام معن حمية، عميد الاقتصاد حبيب دفوني، عميد العمل والشؤون الاجتماعية بطرس سعادة، عميد التربية والشباب رامي قمر، العميد د. خليل بعجور، أعضاء المجلس الأعلى قاسم صالح، عبدالله وهاب أحمد سيف الدين، بشارة باروكي وسماح مهدي. الرئيس الأسبق للحزب مسعد حجل، اضافة إلى منفذ عام البقاع الغربي د. نضال منعم وهيئة المنفذية، منفذ عام راشيا خالد ريدان، منفذ عام زحلة ايلي جرجس، منفذ عام بيروت فادي داغر، منفذ عام صيدا الزهراني وأعضاء الهيئة، منفذ عام الطلبة الجامعيين في بيروت رمزي معلوف وأعضاء الهيئة، مدير إدارة “البناء” زياد الحاج، رئيسة مؤسسة رعاية اسر الشهداء نهلا رياشي على رأس وفد، الأمناء: د. ربيع الدبس، جرجي الغريب، نور غازي، مارون غنام، مفيد القنطار، ناديا الحجل، ناظم أيوب، سليم الأعور، علي عسيران، اميل غزالي، وجمع كبير من القوميين والمواطنين.
كما حضر نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، النائب السابق ناصر نصرالله، مسؤول حركة أمل في البقاع الغربي الشيخ حسن أسعد، مسؤول حزب الله في البقاع الغربي الشيخ محمد حمادي، إمام بلدة مشغرة الشيخ عباس ذيبة، نقيب المحررين جوزيف قصيفي ممثلاً بوفد ضم رمزي عبد الخالق وشبلي أبو عاصي، وجمع من فاعليات وأهالي مشغرة.
المنفذية
ألقى ناظر الإذاعة في منفذية البقاع الغربي أنطون سلوان كلمة تعريفية جاء فيها:
في حضرة الموت والرحيل، في حضرة الغياب الطويل، في حضرة الألم والفراق، نقف وقفة تأمل وتفكّر وتبصّر.
هل هناك في الموت ما يخيف أكثر من عجز الإنسان عن رؤية من يحب حين يشتاق اليهم وحين يكويه الحنين لملقاهم؟
إنه لمن الصعب أن يفارقنا أشخاص نحبّهم، أشخاص اعتدنا وجودهم بيننا، أشخاص نلجأ إليهم طلبا لرأي سديد، ونصيحة صادقة وحكمة رزينة.
حضرة الأمين الجزيل الإحترام، قد تعجز عن رؤيتك العيون، وحتما ستشتاق اليك وتفتقدك القلوب ولكن رأيك السديد، ونصائحك الصادقة وحكمتك الرزينة ستبقى حاضرة بيننا أبدا، تتفتح مع مواسم الزنبق، تتنهدها حواشي العمر وتتناقلها الأجيال وريقات خط عليها قلمك عبارات تسدد الخطى وتحدد المسار وتفعل فعلها قوة تغير وجه التاريخ.
حضرة الأمين، لطالما أفرحك أن ترى الهلال والصليب يتعانقان، ورأيت القيم في الإنجيل تتلاقى مع القيم في القرآن الكريم من أجل خير المجتمع وخير الإنسان، فالصادق الأمين قال، “حسن الخلق وحسن الجوار يعمّران الديار ويزيدان في الأعمار.” والناصري قال، “كل ما تريدون أن يفعل بكم الناس إفعلوا هكذا أنتم أيضا بهم. ولا تَخْرُجْ كَلِمَةٌ رَدِيَّةٌ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ، بَلْ كُلُّ مَا كَانَ صَالِحاً لِلْبُنْيَان.” وأنطون سعاده قال، “الدين يجمع الإنسان الى الإنسان بممارسة المثل والقيم التي تعلم العطاء وتلقن أخلاق البناء والتقدم.”
كان همك الأول خير المجتمع وخير الإنسان، وكان هدفك الأساس من خلال عملك الحزبي والصحافي بناء إنسان يتحلى بالأخلاق فيكون الصادق الصدوق، والدمث الخلوق، والحكيم الحليم، والعالم العليم، فيصبح المجتمع عصيا على الصعوبات والفتن وعلى كل ما قد يتهدده من محن.
يقول أنطون سعاده، “إنّ سورية تمثّل لنا شخصيتنا الإجتماعية ومواهبنا وحياتنا المثلى ونظرتنا إلى الحياة والكون والفن، وشرفنا وعزنا ومصيرنا.”
لذلك فإن لسورية الأمة ولسورية الوطن مكانة كبيرة في قلب وعقل ووجدان كل قومي إجتماعي. ترابها، أنهارها، جبالها وديانها، وأشجارها أغلى من كنوز الأرض كلها. من أجلها نقدم الغالي والنفيس، نحيا من أجل أن تحيا، ونموت من أجل أن تحيا. هذا ما تمثله سورية لنا وهذه ما لطالما مثلته سورية لحضرة الأمين الراحل.
من أجل سورية، ما ترك يوما حلبة الصراع ، وكان حاضرا في كل ساحات الجهاد، مقاوما، مدافعا عن كل حبة تراب في وجه كل مستعمر ومحتل وطامع. قاوم بالرصاص وقاوم بالكلمة، قاوم بالموقف وقاوم بالحكمة وكانت عيناه دوما ترنو نحو فلسطين، فلسطين جرح الأمة النازف.
حضرة الأمين، إن بزور الصراع التي غرست ورفقاؤك على مدى السنين قد كبرت وأصبحت شجرة وارفة الأغصان، وإن رصاصات خالد علوان التي أطلقها على صدور المحتلين في الويمبي ذات أيلول مبارك حاضرة دوما لتطلق على صدر كل محتل وإرهابي وطامع.
وها هي دماء الشهداء التي روت أرض الشام بدأت تزهر نصرا كبيرا في وجه أكبر مؤامرة استهدفت الأمة كل الأمة. وها هوالجولان ينتفض على المحتل مؤكدا بأن أرضه لن تكون يوما إلا أرضا سورية مهما حاول الأعداء سلخه عن الوطن، وها هي فلسطين تواجه الصفقات والمؤامرات القادمة كما واجهت ما سبقها من صفقات ومؤامرات.
حضرة الأمين، نم قريرالعين فوسام وهشام ورؤيا وهلا وطارق والأحفاد وكل القوميين الإجتماعيين سيواصلون المسير عاملين لحياة عزيزة كريمة للأمة كل الأمة، لن يتركوا ساحات الجهاد الى أن يتحقق النصر وتتحرر الأرض كل الأرض وتفشل المؤامرات كل المؤامرات مهما غلت التضحيات، مرددين مع الشاعر القومي، “إن قطعوا عني يميني أسرعت لتعيد ملحمة النضال يساري.”
كلمة القوميين
والقى الدكتور رائد محسن كلمة القوميين الإجتماعيين في مشغرة ومما جاء فيها:
محزن ومؤلم أن نودع أيّ رفيق فكيف إذا كان وداع الأمين محمود غزالي؟ هو الأمين عن حق وجدارة والذي بذل حياته في سبيل نهضة أقسم أنها تساوي وجوده.
هو الرفيق والمدير والأمين والناظر والمنفذ العام والعميد وهو الصحافي المناقبي ورئيس تحرير البناء في عز الصراع والشح.
هو من وقف وقفة عز في وجه رصاص الغدر ورفض أن يكون مسؤولا يدافع عنه فكانت حياة رفقائه أهم من أن يضحي بها لأجله. هو الوفي لقسمه، فأبى إلا أن يبني مع رفيقة حياته رباب عائلة قومية إجتماعية، فكان أبناؤه وبناته وحفدته رفقاء ورفيقات في درب النهضة القومية الإجتماعية.
في خضم أوقاتنا هذه، نفتقد لحكمة أمثاله وإيمانهم الصلب وفهمهم المعمق وممارستهم الصحيحة لعقيدة نهضوية ريادية.
نودع اليوم قامة معنوية وأخلاقية من حزبنا، رفيقا وأمينا نفتخر بمعرفته ومجالسته، انسانا حفر مكانا له في قلوب أهالي مشغرة والبقاع الغربي وكل من عرفه.
في نهاية سبعينيات القرن الماضي، خاطب القوميين الإجتماعيين المغتربين حاثا إياهم على العودة الى الوطن قبل أن يفوتهم التحريرعلى ما قال. كان التحرير بالنسبة اليه في لبنان وفلسطين حاصلا مؤكدا وهو الذي صارع في كل يوم بالفكر والجسد من أجل تحقيق هذا التحرير.
سيبقى الأمين محمود غزالي ممرا إجباريا لكل من يدرس الصحافة القومية الإجتماعية وتاريخ الحزب في إحدى أكثر المراحل نزفا وبناءا. لك محبتنا والزوايا القائمة.
كلمة مركز الحزب
وألقى نائب رئيس الحزب وائل الحسنية كلمة مركز الحزب، فأشار إلى أنّ الأمين الراحل قامة كبيرة، ومنذ إنتمائه الى الحزب السوري القومي الإجتماعي كرّس حياته للنضال في المديرية، في المنفذية وفي مركز الحزب.
آمن بفكر أنطون سعاده، فأنشأ وأسّس مع رفيقة نضاله وشريكة حياته عائلة قومية إجتماعية نعتز بها ونفتخر، تعمل من أجل عز النهضة وانتصارها.
آمن بوحدة الشعب والوطن، وواجه المذهبية والطائفية بوصفها عوامل تفتيت وفتنة، كيف لا وهو من مدرسة أنطون سعاده، مدرسة تحمل رسالة الوحدة والآخاء القوميين، وتنبذ كل ما يقسم ويفرق.
وتابع الحسنية: حضرة الأمين، نعاهدك بأن نبقى على ما نحن عليه، متمسكون بحقنا، مدافعون عن أرضنا، نقدم الدماء الزكية على مذبح الحرية، من أجل نصرة أمتنا وعزتها.
رحلت يا حضرة الأمين، وفلسطين التي في قلبك وعقلك، تتآمر عليها أنظمة الذل، وتبيعها لليهود بثلاثين من الفضة، من خلال صفقة قرن مشؤومة، ولكن، عهدنا يا حضرة الأمين بأن فلسطين التي ناضلت من أجلها، ستبقى جوهر قضيتنا، واننا لمستمرون في الصراع من أجل فلسطين، لأنها أرضنا وحقنا.
وقال الحسنية: مع خالد علوان وكوكبة الاستشهاديين سطرنا ملاحم مجد وبطولة في مقاومة العدو اليهودي، وبالمقاومة مستمرون حتى زوال الكيان الصهيوني العنصري الغاصب عن أرضنا.
وتابع: إننا مستمرون في المقاومة، ومتمسكون ببندقية المقاومة لحماية الوطن، وعلى الذين يراهنون على هيمنة أميركية وغزوات صهيونية، على هؤلاء أن يفهموا بأن خيار المقاومة هو المنتصر، وأن كل الرهانات الأخرى هي رهانات خاسرة.
واشار الحسنية في كلمته، إلى أن قتالنا ضد اليهود وضد الارهاب لن يمنعنا من الوقوف إلى جانب شعبنا بمواجهة الأوضاع والأزمات الاقتصادية والمعيشية، فنحن معنيون بالعمل من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية، وحصول الشعب على حقوقه المشروعة. ومعنيون بمحاربة الفساد والفاسدين والجشع وكل السياسات القاصرة التي تفقر الناس وتثقلهم بالأعباء.
وختم بالقول: حضرة الأمين، رحلت جسدا ولكن طيفك لا يزال حاضرا بيننا. ستبقى أكبر من الغياب. ونقول لعائلتك خسرتم الوالد لكننا خسرنا الأمين والرفيق والموجه.
وألقى إمام بلدة مشغرة كلمة تحدث فيها عن صفات الراحل وعن القيم التي تختزنها المسيحية والمحمدية.
بعد ذلك، رفع جثمان الراحل على الأكف وسار الجمع باتجاه جبانة البلدة يتقدمهم حملة الأعلام والأكاليل من الطلبة والأشبال حيث ووري الراحل في الثرى بعد أن أدى له القومييون الإجتماعيون التحية الحزبية.
التعازي
تُقبل التعازي بالأمين الراحل طيلة ايام الأسبوع في بلدة مشغرة
ويوم الأربعاء 3 تموز 2019، في قاعة جمعية التخصص والتوجيه العلمي ـ الجناح ـ بيروتـ قرب أمن الدولة من الساعة الرابعة حتى السابعة مساءً.
ذكرى اسبوع
وبمناسبة مرور اسبوع يقام احتفال تابيني في حسينية بلدة مشغرة التحتا، عند الساعة الخامسة من بعد ظهر يوم الجمعة الواقع فيه 5 تموز 2019. يتخلل الاحتفال كلمة لمركز الحزب.
البقاء للأمة والخلود لسعاده