للإلتفاف حول معادلة الجيش والشعب والمقاومة التي تحمي لبنان
مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء المحتل من الغجر لن تكون محل مساومة أو تفريط
بمناسبة عيد المقاومة والتحرير،
أصدرت عمدة الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي البيان التالي:
الخامس والعشرون من أيار عام 2000، تاريخ تمّ ضبطه على ساعة المقاومة، فحجز موقعه في الروزنامتين الرسمية والشعبية وصار عيداً للمقاومة والتحرير.
هو عيد فرح بتحرير الأرض ودحر الاحتلال الصهيوني، وللإعتزاز بإنجازات المقاومة وشهداء المقاومة وتضحيات المقاومين، ومناسبة للتأكيد على التمسك بالمقاومة نهجاً وخياراً وسلاحاً، كما للتمسك بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، معادلة قوة وردع، تحمي انجاز التحرير وتصون السيادة والكرامة.
هو يوم تاريخي توّج بالنصر مسيرة نضال حافلة بالتضحيات الجسام، وفي هذا اليوم نجدّد التأكيد على صحة وصوابية خيار المقاومة. وللذين يتطاولون على المقاومة وسلاحها ويتنكرون لثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، نقول بأن التطاول على المقاومة والتنكر للثلاثية الذهبية يضع أصحابه في ضفة التآمر على سيادة لبنان وحريته.
في عيد المقاومة والتحرير، يؤكد الحزب السوري القومي الاجتماعي على التالي:
ـ خلال عقدين من الاحتلال الصهيوني، كان لدى لبنان وسيلتين لدحر الاحتلال، قرار مجلس الأمن الدولي رقم 425 لكنه بقي حبراً على ورق، وخيار المقاومة التي سجلت إنطلاقتها في 21 تموز 1982 بقصف مستوطنات صهيونية في شمال فلسطين المحتلة.
القرار 425 اقتصر على تصريحات ومواقف دولية فارغة، أما خيار المقاومة فكان وما زال هو الخيار الصائب والصحيح، فأوصل الى 25 أيار 2000 وأدخل لبنان مرحلة جديدة، صار فيها قادراً على فرض شروطه ومعادلاته.
وإن إنجاز التحرير في العام 2000، سبب كاف لكي يتمسك كل اللبنانيين بالمقاومة وبكل عناصر قوة لبنان. ولكن ما حصل أن البعض ولحسابات مرتبطة بخياراتهم ورهاناتهم المشبوهة، صاروا نزلاء في الغرف السوداء التي تخطط لإطلاق الحملات والمواقف وتحيك المؤامرات ضد الدول والشعوب المقاومة، وفي توقيت لبناني دقيق شهد اغتيالات وتفجيرات، وسيناريوات لفتن طائفية ومذهبية تصاعدت الحملات، وبدا واضحاً أن الهدف الرئيس هو استهداف المقاومة وسلاحها، ولو نجح هذا المخطط، لكان لبنان اليوم واقعاً مجددا تحت الاحتلال الصهيون.! فحرب تموز 2006 لم تكن حرباً عادية، بل كانت لتصفية المقاومة، ولتنفيذ اجتياح جديد للبنان، ولكن وجود المقاومة بسلاحها وعتادها، أحبط كل المخططات وحقق للبنان الانتصار.
ـ إن الثابت والراسخ، هو أن السلاح الشرعي في لبنان، هو ذاته سلاح الجيش والمقاومة، فكما الجيش بعقيدته وسلاحه يشكل حصناً منيعاً لوحدة لبنان وأمنه واستقراره، فإن المقاومة هي حق مشروع للبنان، راسخ في الوجدان الشعبي ومثبت في البيانات الوزارية للحكومات المتعاقبة، ولذلك نعتبر المواقف والتصريحات والتغريدات التي تصدر عن البعض خلافاً للحق وتنكراً للمقاومة، إما هي لحظات تخلي لا قيمة لها على الاطلاق، وإما لمصلحة مشاريع مشبوهة تستهدف مصالح لبنان واللبنانيين، وفي كلتا الحالين، فان كل مسّ بالمقاومة، هو تآمر على سيادة لبنان ومسا بحريته وكرامته.
وفي هذه المناسبة، نؤكد بأن أحدا مهما كان موقعه وشأنه، لا يستطيع أن يتعاطى بخفة وعدم مسؤولية حين يتعلق الأمر بحقوق لبنان واللبنانيين. إن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء المحتل من قرية الغجر، هي أرض لبنانية، ولن تكون محل مساومة أو تفريط، وستتحرر بالمقاومة. أما الذين يضعون بيد الاحتلال صكوك تخلي عن الأرض فلا قيمة لأقوالهم ولا لصكوكهم، لأن القوة هي التي تقر الحق، ولبنان قوي بجيشه وشعبه ومقاومته.
ــ إن السيادة الناجزة للبنان، تكون على كامل أرضه، لا سيما مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وتشمل الجو وكل النطاق البحري. ولذلك، نرى أن كل تصويب على المقاومة واستهداف لها، هو استهداف للسيادة اللبنانية، وخدمة مجانية لأعداء لبنان.
ونؤكد بأن موقف لبنان المتمسك بكامل حقه في حقول النفط والغاز وترسيم حدودها وفقاً لخرائطه وشروطه. إن هذا الموقف، يرجع إلى تمتع لبنان بعناصر القوة، لذلك ندعو الجميع إلى أن يلتفوا حول عناصر قوة لبنان لنحمي بلدنا ونصونه.
نجدد رفضنا لأي دور أميركي يقوم على أساس سياسة ازدواجية المعايير، ويتوجب على مساعد وزير الخارجية الأميركي دايفيد ساترفيلد أن يفهم جيداً بأن لبنان لا يكترث بسياسات الترهيب والتهديد، لأنه واجه بوارج الأطلسي وغطرسة العدو الصهيوني وحروبه، والمحصلة معروفة، وما على العدو الصهيوني إلا التسليم للبنان بحقه كاملاً.
ـ إن فرح التحرير يكتمل باستعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وبوقف كل انتهاك صهيوني لسيادة لبنان، برا وبحرا وجوا، ويكتمل بأن يستعيد لبنان عافيته، وينعم بالأمن الاقتصادي والاجتماعي وبالاستقرار على كل المستويات. ونأمل أن تقر موازنة، لا تزيد الفقير فقراً، ولا تقتطع من رواتب العسكريين وسائر الموظفين وذوي الدخل.
اللبنانيون يحتفلون بالتحرير، لكن ما ينغص فرح التحرير، توجسهم من فرض ضرائب جديدة عليهم، ومن ارتفاع الأسعار، ومن غياب السياسات الاجتماعية الاقتصادية وعدم وجود إرادة لقيام دولة الرعاية الاجتماعية.
لذلك، المطوب انجاز موازنة تخفض العجز، ولكن ليس على حساب حقوق الناس ولقمة عيشهم.
ـ في عيد المقاومة والتحرير، التحية إلى صنّاع التحرير، الشهداء منهم والجرحى والأسرى وكل المقاومين، الذين بجهادهم ودمائهم، دحروا الاحتلال الصهيوني، وصنعوا التحرير المجيد.
والتحية لمقاومتنا، بكل أحزابها وقواها، لأنها المشروع الأنقى والأجدى، وأرباح هذا المشروع منسوب لا ينضب من الحرية والكرامة والعز والعنفوان.
والتحية الى شعبنا، على صموده وصبره، وندعوه إلى أن يستثمر في مشروع المقاومة، لنربح معركة المصير بوجه كل احتلال وارهاب واستعمار، ولنزيل كل حيف عن أمتنا.
ودعوتنا لكل القوى في لبنان بأن تلتف حول معادلة الجيش والشعب والمقاومة، فهذه المعادلة هي التي تحمي لبنان وتصون وحدته وأمنه واستقراره وسيادته، ومصلحة لبنان بما يمتلك من عناصر قوة، وواهم كل من يعتقد أن هناك قوة في العالم تستطيع كسر ارادة المقاومين والنيل من عناصر قوة لبنان. وواهم أيضاً من يعتقد أن عقارب الساعة تعود إلى الوراء، يوم كان الاحتلال يعيث اجراماً وقتلاً والعملاء يستقوون به ويرتكبون فعل الخيانة والاجرام.
24/5/2019 عمدة الإعلام