الرئيسةمركزي

“القومي” في ذكرى استشهاد مؤسسه أنطون سعاده: نقتدي بمفهوم ثورة تموز ومضامينها ضدّ الاحتلال والإرهاب ومواجهة كلّ الضغوط

نتمسك بعناصر قوّتنا سبيلاً مُشَرّفاً للانتصار في هذه المعركة الوجودية الفاصلة لشعبنا وأمتنا/////

 ـ ألف باء نهوض لبنان وازدهاره ليس بالهبات والمساعدات المشروطة ولا بالتسويات الطائفية والمذهبية بل بتطبيق الدستور الذي حسم الهوية والانتماء وحددّ العدو من الصديق وبقي اعتماد التربية الوطنية المدنية الحقيقية التي تؤسّس عملياً لدولة المواطَنة

ـ خروج لبنان من الأزمات يتمّ ببناء الدولة المدنية بخيارات واضحة وعلى أساس عناصر القوة التي يمتلكها والتي تشكل معادلة ردع بوجه العدو الصهيوني وأطماعه

ـ نجدّد الدعوة لقيام مجلس تعاون مشرقي يحقق التساند والتكاتف والتآزر القومي على الصعيد الاقتصادي من أجل إسقاط الحصار والعقوبات المفروضة على شعبنا وكيانات أمتنا

ـ فلسطين جوهر القضية القومية واغتيال سعاده جرى لأنه حمل هذه القضية وخاض معركتها… لذلك نؤكد الوقوف في مواجهة صفقة القرن وندعو أبناء شعبنا في فلسطين لانتفاضة واسعة وتصعيد مقاومة الاحتلال لتحرير كلّ فلسطين

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بمناسبة الثامن من تموز ذكرى استشهاد أنطون سعاده، أصدرت عمدة الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي البيان التالي:

 

إنّ جريمة اغتيال مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي أنطون سعاده قبل 71 عاماً، لم تُطوَ بالتقادم ولا يمكن لها أن تُطوى. فهي لم تغتَلْ زعيماً وهادياً ومعلماً فحسب، بل استهدفت اغتيال فكرته وحركته لنهوض الأمة وحريتها، واستهدفت القضاء على مشروعه النهضوي الوحدوي الذي رأى فيه العدو اليهودي وقوى الاستعمار، خطراً يهدّد احتلالهم ومشاريعهم وأطماعهم.

إنّ السياقات التي سبقت ورافقت وأعقبت اغتيال سعاده، وكلّ الوثائق التي كُشف عنها، إضافة إلى شهادات من عاصروا تلك المرحلة، كلها تؤكد أنّ الاغتيال حصل إنفاذاً لقرار اتخذه العدو اليهودي بالتنسيق مع دول استعمارية وعربية. وأنّ الذين نفذوا جريمة الاغتيال وتآمروا على سعاده، كانوا أدوات صغيرة، وعملاء للعدو وقوى الاستعمار والرجعية.

لقد اغتالوا أنطون سعاده لأنه لم يؤسّس حزباً بالمفهوم الضيّق والاعتيادي الذي حكم تأسيس معظم الأحزاب في بلادنا، بل أسّس حركة نهضوية صراعية من أجل تثبيت قيم الحق والحرية، وصون السيادة القومية بوجه الاحتلالات والغزوات والأطماع الاستعمارية. لقد أراد سعاده لأمته أن تكون أمة حرة بين الأمم، أمة مقاومة تنفض عنها آثام الاحتلال والاستعمار، وأراد لشعبه أن يتحرّر من قيود الذلّ والتبعية والارتهان.

وسعاده حدّد هوية الأمة الواحدة بعدما كانت هويات مجزأة على قياس “سايكس – بيكو”، وبيّن الحق الذي كاد أن يضيّعه “وعد بلفور” المشؤوم، وأعاد الاعتبار للانتماء الواحد، بعدما نجح الاستعمار في نشر فيروس الانتماءات الجزئية للقبيلة والعرق والمذهب والطائفة، بهدف  تفتيت بلادنا وتشظية شعبنا.

إنّ سعاده لم يكتف كغيره بتبيان حقيقة أمته، هوية وتاريخاً وحضارة، بل وضع الأسس والقواعد الكفيلة بتثبيت هذه الحقيقة، فعزّز البناء الفكري والثقافي والعقائدي بالتوازي مع تبني خيار الصراع ونهج المقاومة لصون الحق القومي. وإنّ ثورة تموز التي أعلنها في 4 تموز 1949، هي في مسارها ونتائجها، ثورة من أجل الإصلاح وللقضاء على الطائفية والفساد في لبنان، وثورة قومية بامتياز ردّاً على نكبة فلسطين 1948. وهذا ما رسّخه سعاده في ردّه على خطاب بن غوريون في أول حزيران 1949.

سعاده أعلن حرباً لا هوادة فيها ضدّ احتلال فلسطين رافضاُ الهدنة، ورفض أيضاً اتفاقية التابلاين، باعتبار الولايات المتحدة منحازة إلى الصهاينة، وفي وقت مبكر دعا إلى استعمال البترول كسلاح استراتيجي، ضدّ المآرب الصهيونية والاستعمارية، ولذلك قرّر المعسكر الدولي الصهيوني المعادي اغتياله.

اغتالوا سعاده لأنه مثل القوة الجديدة الصاعدة لمنازلة التنين الصهيوني – الاستعماري، تنين وصفه في خطابه الشهير في بلدة دير الغزال: بأنه تنين “متعدّد الرؤوس، كثير البراثن والمخالب حادّ الأنياب”.

اليوم، وبعد مضيّ 71 عاماً على اغتيال سعاده، يؤكد الحزب السوري القومي الاجتماعي، أنّ برنامج ثورة تموز في شقه اللبناني ما زال لبنان واللبنانيون في حاجة إليه، لأنه هو السبيل الى خلاص لبنان من آفات الطائفية والفساد، كما أنه يشكل مرتكزاً لبناء الدولة المدنية العادلة والقادرة أن تدفع اخطار الأطماع والعدوانية الصهيونية.

إنّ لبنان لا يزال يدفع الثمن باهظاً على كلّ الصعد، بسبب نظامه الطائفي، وبسبب الطغمة اللبنانية الفاسدة والعميلة التي نفذت جريمة الاغتيال لمصلحة أعداء لبنان. وإنّ ما يشهده لبنان اليوم، من أزمات وتحديات وعواصف، لأنّ النظام الطائفي مولّد للأزمات ولم يتخلّ عن موروثاته، ولم يخرج بعد من حظيرة النفوذ الاستعماري، على الرغم من أنّ لبنان استطاع بمقاومته للاحتلال والعدوان أن يبني معادلة قوة قوامها الجيش والشعب والمقاومة.

ويرى الحزب، أنّ الأزمة الاقتصادية والمعيشية في لبنان، هي جزء من أزمة بنيوية أكبر وأخطر. فالنظام الطائفي لم يذهب باتجاه بناء الدولة، بل عزّز ورسخ الولاءات الطائفية والمذهبية، ما أنتج واقعاً مشلعاً مفتوحاً على كلّ أشكال التدخل والتأثير الخارجيين على حساب مصالح لبنان واللبنانيين العليا.

يشدّد الحزب، على أنّ الخروج من الأزمات التي تعصف بلبنان، يتمّ من خلال سلوك طريق بناء الدولة المدنية، بخيارات واضحة، وعلى أساس عناصر القوة التي يمتلكها لبنان، والتي شكلت معادلة ردع بوجه العدو الصهيوني وأطماعه.

ويرى الحزب، بأنّ ألف باء نهوض لبنان وازدهاره، ليس بالهبات والمساعدات المشروطة، ولا بالتسويات الطائفية والمذهبية، بل بتطبيق الدستور الذي حسم في هوية البلد وفي انتمائه، وحددّ العدو من الصديق، وبقي اعتماد التربية الوطنية المدنية الحقيقية التي تؤسّس عملياً لدولة المواطَنة.

وعليه، ليس مقبولاً أن نرى في لبنان من يصطف إلى جانب قرار الفتنة 1559، أو من يطالب بنزع سلاح المقاومة، أو من يدعو إلى الحياد، ليعيدنا مجدّداً إلى مقولة “قوة لبنان في ضعفه”، أو من يحرّض على سورية – الشام التي تجمعها بلبنان معاهدة أخوّة وتعاون وتنسيق، وهي الرئة الطبيعية التي يتنفس منها لبنان.

إنّ تلك العناوين مرفوضة بالمطلق، ومن يتبناها إنما يطعن بتضحيات المقاومين اللبنانيين الذين بذلوا الدماء في سبيل التحرير والسيادة والكرامة.

إننا ندعو إلى أن يلتزم الجميع بالدستور، وأن يصحّحوا أخطاءهم فلا يضلّوا البوصلة. لقد آن الأوان لتثبيت الخيارات الوطنية، على قاعدة المصلحة العليا، وأن ينخرط الجميع في إنقاذ البلد، بدل أن يتلهّى البعض في رهاناته الخاسرة. انّ الرهان الصحيح هو على عناصر قوة لبنان، فلنستعن بعناصر القوة لإنقاذ لبنان من أزماته.

إنّ فلسطين جوهر القضية القومية، واغتيال سعاده جرى لأنه حمل هذه القضية، وخاض معركتها. لذلك يؤكد الحزب السوري القومي الاجتماعي، وقوفه في مواجهة صفقة القرن التي تستهدف تصفية المسألة الفلسطينية، ويدعو أبناء شعبنا والشعوب العربية قاطبة إلى النضال لإسقاط هذه الصفقة المشؤومة، وإسقاط كلّ مقدّماتها، المتمثلة باتفاقيات ومعاهدات الذلّ والإذعان، وبعلاقات التطبيع مع العدو.

ويجدّد الحزب دعوته أبناء شعبنا في فلسطين إلى القيام بانتفاضة واسعة وتصعيد مقاومة الاحتلال، بهدف تحرير فلسطين كلّ فلسطين. وأن يتواكب هذا التصعيد ببرنامج نضالي موحد تُجمع عليه كلّ القوى والفصائل الفلسطينية والقومية، ويعيد الاعتبار الحاسم لخيار الكفاح المسلح.

يعتبر الحزب، أنّ الحرب الارهابية الكونية متواصلة ضدّ سورية، تتخذ هذه الأيام شكل الإرهاب الاقتصادي، وما “قانون قيصر” الأميركي سوى دليل على الإرهاب المتمادي ضدّ الإنسانية، والمنتهِك كل قواعد ومبادئ القانون الدولي.

إنّ سورية التي صمدت في وجه الإرهاب ورعاته الدوليين والإقليميين والعرب، وتمكنَ جيشها من دحر الإرهاب عن معظم المناطق السورية، بمؤازرة من القوى الحليفة، ومن القوميين الاجتماعيين المنخرطين في تشكيلات نسور الزوبعة، إنّ هذا الصمود وهذه الانتصارات ستتوّج صموداً إضافياً يسقط مفاعيل العقوبات والإجراءات الاقتصادية المفروضة على سورية.

ويرى الحزب، بعد أن انهزم الإرهاب أمام الجيش السوري، أنّ رعاة الإرهاب، دخلوا المواجهة بصورة مباشرة وها هي الولايات المتحدة الأميركية ومعها تركيا تحتلان أراضيَ سورية، وتعيدان تنظيم صفوف المجموعات الإرهابية والانفصالية، بهدف فرض الشروط والإملاءات على سورية، غير أنّ هذا الاحتلال الأميركي – التركي لن يدوم طويلاً، وها هم السوريون في المناطق الواقعة تحت الاحتلال ينتفضون ضد وجود الغزاة، بعدما عاثوا إجراماً وترهيباً من خلال إحراق حقول القمح وسرقة الثروة النفطية.

يلفت الحزب، إلى أن المرحلة القادمة ستشهد تصاعد المقاومة الشعبية ضدّ قوات الاحتلال، وأنّ عِبَرَ التاريخ تؤكد أنّ ما من شعب قاوم الغزاة إلا وانتصر.

يرى الحزب أن نجاح العراق جيشاً وحشداً وشعبا في الحاق الهزيمة بالارهاب، يجب أن يتعزز باخراج الاحتلال والتصدي للعدوانية التركية، ووأد مشاريع التقسيم والإنفصال، التي تستهدف اضعافه وتفتيته.

إن العراق بما يمتلك من قدرات وثروات يشكل ظهيراً قومياً، والمطلوب تحصين وحدته، وتعزيز عناصر قوته في مواجهة كل التحديات.

يؤكد الحزب أنّ خيار المواجهة على الصعد كافة لا مناص منه، ولذلك يجدّد دعوته لتعزيز العلاقات بين كيانات الأمة على كل الصعد، وقيام مجلس تعاون مشرقي يحقق التساند والتكاتف والتآزر القومي على الصعيد الاقتصادي، من أجل إسقاط الحصار والعقوبات الاقتصادية المفروضة على شعبنا وكيانات أمتنا.

بعد 71 سنة على استشهاد سعاده، ما من خيار لنا إلا الاقتداء بمفهوم ثورة تموز ومضامينها ضدّ الاحتلال والإرهاب ومواجهة كلّ أشكال الضغوط، والتمسك بعناصر قوّتنا سبيلاً مُشَرّفاً للانتصار في هذه المعركة الوجودية الفاصلة.

 

7/7/2020                                                                                        عمدة الإعلام

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى