الرئيسةتقارير

الأديب يوسف رقة: العربة البيضاء في حقل الزيتون

الأديب يوسف رقة:

العربة البيضاء

في حقل الزيتون

حَملتْ عصا أجدادها

ولوّحتْ للشمس

طالتِ الغصن العالي،

 زيتا أخضر،

 من لون الأرْز.

تقول الشمس :

 أرض دنّسها المحتل

وأنا أبحثُ عن طائر

يذرف في عرزاله دمعا

يصرخ في المخرز،

هل عين تكفي لتقاوم؟

وتنقسم الشجرة إلى نصفين :

في النصف الأول، خيام ونزوح

وفي الثاني، جثث الأطفال.

 لم يولد “آدون “

في هذا العصر .

العالم فيه بشاعة

الكل يتقاسم جبنة

لا معنى لديه للإنسان

 لا يعنيه سيادة أرض

لا يعنيه الاستقلال.

ويطوف النهر

يحاصر ضوء الشمس

بجدار مطليّ بالقهر.

 تطل سناء

تسير بعربتها البيضاء

دون حصان،

تطير كزوبعة الحرية

وتضيء الأرض.

يقول النهر:

لم أدرك قبلا

 أنّ جسدا

يصير جناحا

لم أدرك أنّ روحا

ستصير رياحا

 تصنع تاريخ الأحرار،

أنّ دما

يسقي الأرض

 ويُنبِت فيها الأزهار

 ورسائل شهدٍ

على ضفاف جسرٍ

 قد تكتب نصراً للثوار .

تقول الزهرة :

ما زلت أفوح

من عبق دمها

آيات العشق

والشمس تقول:

ما زلت أضيء

من نور جسدها

أغصان الزيتون

ويقول  الفينيق :

ستعود سناء، ويصمت !

لم يخبرنا شيئاً عن عودتها،

ونحن نصدق،

ونشارك في الصمت  .

وتقول سناء :

لم أرحل

سأظلّ أقاوم محتلي

سأظل رفيقة  كل الأحرار،

وأحلق فوق سهول التبغ

 أمطر زيتاً من الحب

وأنثر من جسدي

بخوراً للحرية ..

وأعود .. كطير مذبوح

قرباناً من أجل الحرية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى