منفذية الكورة في “القومي” تحيي عيد تأسيس الحزب بحفل عشاء حاشد
البرجي: نحن في بلد تتحكم فيه المافيات وسلطة الفساد
كرم: حزبنا حزب العطاء إلى آخر حدود الكيانات
أحيت منفذيّة الكورة في الحزب السوري القومي الاجتماعي عيد تأسيس الحزب فأقامت حفل عشاء في مطعم “الأوغتاغون” كفرحزير، بحضور عضو الكتلة القومية الاجتماعية النائب سليم سعادة، عضوي المجلس الأعلى جورج ديب وعصام بيطار، منفذ عام الكورة د. جورج البرجي وأعضاء هيئة المنفذية، منفذ عام البترون خالد العبدلله، منفذ عام الضنية محمد هرموش وعدد من أعضاء المجلس القومي.
كما حضر النائب جورج عطالله، عضو المكتب السياسي في تيار المردة فيرا يمّين ممثلة رئيس التيار الوزير السابق سليمان فرنجية والنائب طوني فرنجية، رامي لطوف ممثلاً النائب فايز غصن، رئيس اتحاد بلديات الكورة المهندس كريم بو كريم، مدير التنظيم المدني في الكورة جميل العازار، العميد المتقاعد أمين صليبا، عدد كبير من رؤساء بلديات الكورة ومخاتيرها، مدراء جامعات ومدارس، فاعليات وحشد كبير من القوميين والمواطنين والأصدقاء.
كلمة التعريف
استهلّ الاحتفال بالنشيد اللبناني ونشيد الحزب، ثم كانت كلمة تعريف لناظر الإذاعة في المنفذية هنيبعل كرم، جاء فيها:
“ستة وثمانون عاماً من النضال، لم تزل جراحنا ترتق الجلدَ كلما تفتّقَ في الجلدِ جرحٌ جديد،
ستة وثمانون عاماً لم تزل إرادتنا تفلُّ حديداً بعد حديد،
ستة وثمانون عاماً، هذي الأرضُ عطشى، من دمانا نروّي الغدَ الجديد،
ستة وثمانون عاماً أمّة تنزف وتنتصر، أيدٍ تهدّمُ وأيدٍ تعيد البناء جديداً جديد،
ستة وثمانون عاماً سعاده قائدٌ خالدٌ، أمسِ واليومَ وإلى جيلٍ بعيدٍ بعيد…
التحية في هذا العيد إلى صانع الأملِ في قلوبنا، إلى فكره المنير وسيرة حياته العجيبة، إلى القائد البطل أنطون سعاده.
التحية إلى الشهداء، إلى السوري القومي الاجتماعي شهيد لبنان الأوحد في “معركة الاستقلال” الرفيق البطل سعيد فخر الدين.
التحية إلى السوريّ القومي الاجتماعي شهيد علم استقلال لبنان الوحيد الرفيق البطل حسن عبد الساتر.
التحية إلى شهداء الأمة أجمعين، وصنّاع مجدها وانتصاراتها، شهداء جيوشها ومقاوميها من العراق إلى فلسطين.
التحية إلى شهداء الحزب السوري القومي الاجتماعي، إلى رفقائنا الأبطال في نسور الزوبعة الذين قبضوا على الجمر فالتهبوا شموساً تضيء الزمان والمكان، يهتفون لحياة سورية، لعزّها ومجدها: “كلنا نموت، ولكن قليلون منّا يظفرون بشرف الحياة من أجل عقيدة.”
وختم كرم قائلاً:
“أيها القوميون الاجتماعيون، نتذكر في هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا أنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي هو حزب الأبطال والقادة والشهداء، حزب العطاء إلى آخر حدود الكيانات، حزب الرّاسخين في العلم وفي الأرض رجالاً أوفياء مخلصين… إلى هذا الحزب ننتمي ومؤسّسته نصون، نحتضنها وتحتضننا في نجاحنا وفي إخفاقاتنا، ولسان حالنا يردّد مع سعاده في خطاب التأسيس عام 1936، وقد أتى الزّمان الذي حدّثنا عنه… نردّد من هنا إلى الفرات وقاسيون والقدس وبيروت وعمان، إلى كلّ بيتٍ لنا فيه كتاب “المحاضرات العشر”، إلى كلّ رفيق لنا أقسم ألا يعود من مشارف الربى والتلال إلا منتصراً أو شهيداً منتصراً، إلى رفقائنا في الميادين وحتى آخر الحدود، قولَ سعاده في خطاب التأسيس:
تحت طبقة الثرثرة والصّياح المنتشرةِ فوق هذه الأمة، يقوم السوريون القوميون الاجتماعيون بعملهم بهدوء واطمئنان، وتمتدُّ روحُ الحزب السوري القومي الاجتماعي في جسم الأمةِ وتنظّمُ جماعاتِها. ولكن سيأتي يومٌ، وهو قريب، يشهدُ فيه العالمُ منظراً جديداً وحادثاً خطيراً، رجالاً متمنطقينَ بمناطقَ سوداءَ على لباسٍ رصاصيّ، تلمعُ فوق رؤوسهم حرابٌ مسنونة، يمشون وراء راياتِ الزوبعةِ الحمراء يحملُها جبابرةٌ من الجيش، فتزحفُ غاباتُ الأسنّةِ صفوفاً بديعةَ النظام، فتكون إرادة للأمة السوريّة لا تُرَدّ، لأنّ هذا هو القضاء والقدر”.
كلمة المنفذية
ثمّ ألقى منفذ عام الكورة الدكتور جورج البرجي كلمة المنفذية ومما جاء فيها:
“تأسيس الحزب بداية انبعاث النهضة القومية الاجتماعية وقيامة الأمة وبناء وحدتها واستعادة عزها ومجدها.. الهدف من تأسيس الحزب واضح وكان ولا يزال إزالة الويل عن بلادنا وشعبنا.
سعاده برؤيته القيادية الثاقبة حدّد الداء ووصف الدواء وأسس الحزب بعقيدة معلنة ومكتوبة، ووضع الدستور والنظام الداخلي لقيام المؤسسة التي اعتبرها أهم عمل بعد وضع العقيدة وربط كل ذلك بقيمة أساسية هي العمل بأخلاق…
لقد علمنا سعاده الصدق والجرأة والإخلاص والشجاعة والتضحية والصبر على المصاعب، هو قدوتنا ومثالنا وسيبقى كذلك بل هو قائدنا العظيم وسيبقى حاضراً معنا ما بقيت الدنيا وما بقينا أحياء…
في هذه المناسبة، لا بد أن نستعرض وضعنا القومي والوضع في لبنان والكورة في القلب والطليعة….
الحرب متواصلة على أمتنا كما تعلمون منذ بداية الهجرة اليهودية إلى فلسطين وتقسيم (سايكس بيكو) كل الحروب التي خيضت هدفها واحد وهو قيام دولة يهودية في فلسطين لتمتد لاحقاً من الفرات إلى النيل ولتسهيل ذلك يجري العمل لتفتيت الأمة إلى كيانات طائفية متصارعة ومتناحرة….
فبعد الحرب على فلسطين عام 48 و67 واحتلال كامل فلسطين وبعد حرب 73 انتقلت الحرب على لبنان عام 75 واستفادت “إسرائيل” من الشرذمة والصراع الطائفي لتدخل بيروت عام 82 ولكنّ مقاومتنا قطعت رأس المشروع “الإسرائيلي” في لبنان وعمليات شهدائنا الأبطال من خالد إلى سناء وعلي ووجدي ونورما أجبرت العدو على الانسحاب من بيروت واستكمل التحرير عام 2000.
حاولت “إسرائيل” عام 2006 إعادة التجربة مع المقاومة في لبنان وكانت هزيمتها الكبرى لأن إرادة القتال في شعبنا متوفرة ولا ينفع لا العدد ولا العديد في وجه مقاوم يأبى الذل والانكسار وهنا نتذكر قول سعاده : “إنّ فيكم قوة لو فعلت غيرت وجه التاريخ”.
وجاء دور العراق ابتداءً من عام 2003 حيث بدأت مطحنة الحرب الاستعمارية “الإسرائيلية” الإرهابية ومحاولة تفتيت العراق إلى دويلات وقتل في الحرب مليون ونصف مواطن وهجر الملايين من منازلهم واغتيل 6000 عالم وباحث، وهجرت قرى بأكملها على يد الإرهاب.
وانتقلت مطحنة الحرب إلى الشام (بربيع عربي) قتل مئات الآلاف ونهبت المعامل وسرقت الآثار التي وصل بعضها إلى متاحف في “اسرائيل”.. هي حرب وجود استعملت فيها كل أنواع الأسلحة والخداع (الخوذ البيضاء) لتبرير الاعتداء على الشام، لكنّ صمود جيشنا ونسورنا ومقاومتنا أفشلت كل مشاريع العدو. وها هي الشام الحبيبة تنهض من جديد وهي في طريقها إلى المعافاة الكاملة، ألف تحية من الكورة الخضراء إلى أصحاب وقفات العز في الشام الذين قدموا الغالي والرخيص وأخصُّ منهم رفقائي الأعزاء رجال الأرض نسور الزوبعة الأبطال.
وجاء الاعتداء الأخير على غزة ليثبت لنا أن قوة المقاومة وقوة الإرادة في شعبنا لا تهزم ولا يستطيع العدو أن يدخل ويتدخل في أي كيان إلا عبر الشرذمة والصراع الطائفي. وقد علّمنا سعاده: “أننا نحن في الحزب قد بطل أن نكون محمديين ومسيحيين أو دروزاً وصرنا سوريين قوميين اجتماعيين فقط في كل ما يعني الاجتماع أو السياسة”.
أما في لبنان فلا يزال تشكيل الحكومة متعسراً ويحاولون عدم إعطاء الحزب حقيبة وزارية لأننا فعلاً قطعة جديدة نظيفة تكشف الثوب الرث البالي، وهم يريدون أن تكون حكومة حصص طائفية وفساد وتقاسم مغانم…
نحن في بلد تتحكم فيه مافيات متعدّدة: مافيا المولدات ومافيا الكهرباء ومافيا الدواء “تزوير وتسعير” ومافيا المستشفيات ومافيا أدوية السرطان (9000 حالة وفاة بالسرطان هذه السنة) مافيا التلوث من الأنهر إلى مياه الشرب، مافيا الزفت والطرقات، مافيا المدارس والجامعات كل مافيا لها حماتها من طائفة معينة والناس تختنق 250.00 طلب هجرة إلى الخارج، البطالة 35 في المئة، أكثر من نصف اللبنانيين يعيشون على مهدئات الأعصاب ويتعرض المواطن للإذلال على الطرقات ومن الخدمات الحياتية والإدارية، هل المطلوب إذلال شعبنا ليتعود على الذل اليهودي؟
نحن على شفير انهيار كامل، سلطة الفساد التاريخي مسؤولة عن الفساد في كل شيء حتى في البيئة التي تطال كل الناس، ولقد طفح الكيل في الموضوع البيئي، فالتلوث طال الماء والهواء والتربة أي الأكل والشرب والتنفس. مشروع محطات تكرير المجارير استجلب له المال هبات من الخارج وسرقت الأموال ولم تشغل أي محطة، الأمراض تزداد عدداً وخطورة وفي الكورة زيادة على التلوث العام في لبنان جعلت شركات الإسمنت من الكورة القضاء الأكثر تلوثاً وأمراضاً.
كما تعلمون منذ سنتين تقريباً أقمنا في منفذية الكورة مؤتمراً بيئياً أضاء بشكل علمي وإحصائي على مخاطر استمرار عمل شركات الإسمنت وتلت المؤتمر عدة تحركات شعبية وتواصلنا مع الوزارات المختصة من بيئة وصناعة ومحاربة الفساد لوضع حد للتعديات غير القانونية في المقالع غير المرخصة وفي طريقة الحرق والفلاتر في المعامل، وللأسف لم نصل حتى الآن إلى النتيجة المطلوبة كما وقفنا ونقف إلى جانب اتحاد البلديات ولجنة البيئة ونواب الكورة في مساعيهم…
وهنا أود أن أتوجه إلى أهالي الكورة والجوار وأقول لهم: الخطر البيئي يطالنا جميعاً من دون استثناء ولقد أصبحت لدينا قناعة راسخة بأن هذه المسألة لن تنتهي إلا بوقفة شعبية كبيرة تستمر ولا تتوقف إلا بتنفيذ الشروط البيئية أو برحيل الشركات إلى السلسلة الشرقية، فعلينا أن نكون مستعدين جميعاً لهذا الأمر.
وأتوجه إلى أصحاب الشركات والمشرفين عليها وأقول لهم: لن تفيدكم جولاتكم ولا علاقاتكم ولا أموالكم ولا رشواتكم، ما يفيدكم هو أمر واحد: أوقفوا هذه المجزرة البيئية بحق الكورة وأهلها واحترموا الشروط البيئية وعوضوا على المتضرريين وازرعوا الأشجار حيث طال الحفر.
افعلوا ذلك اليوم قبل الغد ولا تنافقوا ولا تراوغوا وتضيعوا الوقت لأننا كما قلنا سابقاً وأعيد القول: لن نتوقف قبل إحقاق الحق وتحقيق مصالح الكورة وأهلها ونحن قوم إذا قلنا فعلنا وإذا وعدنا وفينا والأيام بيننا وبينكم.
أحدهم قال:
لا يدافع عن الفاسد إلا الفاسد ولا يدافع عن خائن إلا الخائن
ولا يدافع عن الحرية إلا الأحرار ولا يدافع عن الثورة إلا الأبطال
ولا يدافع عنكم إلا أنتم بقوتكم وتضامنكم وعملكم ووحدتكم وجهادكم، أنتم كرامة الأمة وعزتها ووحدتها والنور الذي أضاء شعلته سعاده. أمامنا ينتظرنا في الأفق رغم النيران الملتهبة التي تحيط بنا. نحن رجال نور ونار أبناء الحياة، نسور نضال وقتال حتى ينتصر الحق وتحيا سورية”.