الرئيسة

أولمي للعصافير فاكهة البرق/ *مهداة إلى الراحل الكبير الشاعر فايز خضور

شعر توفيق أحمد

ألا يا سلميةُ هزّي قميص السنين

وطوفي بقنديلك الأزليّ

على القادمين إليك

لأنك أنت الأميرة في عرشها

تتهافتُ كلُ العيون عليك

فشدّي خطاك على جسر هذا المدى

اقطفي ما تيسَّر من بلح الضوء

إن الذين بنوكِ من المرمرِ المرَ

داروا مع الأرض

كم حجراً من دم الفجر يَلزمُهُم

لينتفضَ البرقُ ثانيةَ

من سرير يديك!!

******

على سنديان اكتمالك يتّكىُ الضوءُ

هزّي ظلامات هذا الزمان

لكي يسقط الخيطُ أبيض

عن كاهل الزمن المترهلِ

زاغت خيوطُ القماشِ عن الثوب

لا فرق يا حلوتي

بين مدخنةٍ من غبارٍ غريقِ

ومئذنةٍ تتزيّا

بتاج البريقِ

لقد صار مرًا

دواءُ التوحّد في الّلانقيضِ

ولكن الداءَ تشفيه نارُ الحريق

فقومي إذن يا سَلميةُ

من فاجعات السنين… أفيقي

على حبل أوجاعنا علًقي

صوتك المتمرد ضوءاً

يشقُ ظلامةَ هذا الطريق

من الغيهب المّرِ قومي  إذن

اُولمي للعصافير فاكهة البرق

مدّي على شرفات التجلّي

قناديلك الخُضر

أنت العراقةُ مشتقةٌ

من نخيل هواكِ العريقِ

جنونُك هذا…

ولولاه ما أودع الشعراءُ قلائدهم

في خزائن هذا الزمان

فزيدي جنوناً ليكتمل الضوء في الشمعدان

ويحتفل النورسُ المطريّ

بموسم  صيد الجمان

*****

رمالٌ هو الكونُ

ردّي عليه لحاف النّدى

واهدمي بيديك خرائب هذا المدى

واعبري الآن جسر اكتمالكِ

كل المدائن مهجورة والطريق اليها سُدى.

 

أقبلي واقبلينا ضيوفا

عليك املئي غيبنا العربي

بعنبر حبكِ

سيدةُ اللانهاية أنتِ

وأنت التفتُحُ والمبتدى

على راحتيك الزمانُ يمر

انثري الآن يخضورُك العبقريّ على غرِة المهرجان

تقول العصافيرُ: موعدُنا الآن

يا امرأة بالمواعيدِ طاعنةٌ

بالعناقيد عابقةٌ

كيف ننسى على أرضك الموعدا

أنت ميقاتنا للدخول إلى

حضرة الشعرِ

كوني الصلاة لنا

كي نكون لك الموعدا

*****

وان أنسَ فلا أنسى طيشي الطفوليّ

تسكنه ملكاتُ الجنون

فمن قبل عقدين أو ما يزيدُ ارتكبت من الحب

ما عنه قد يعجز العاشقونُ

ولا أنكر الآن أن مليكة روحي

تلك التي أسكرتني بخمر العيون

لماذا إذن لا أحبك…

أنتِ التي لا سلمية إلاًكِ

لو لم تكوني ينابيع للشعر

ما طاف من حولك الملهمونُ

لأنك أغلى وأحلى النساءُ

على كعبة النور فيك تجلى إله العناقيد

واحتشد العتب البابليّ

انا واحدٌ من عصافيرك العاشقات

وكم  رفّ قلبي حواليك ربًا لعشتارَ

إن قال للقمح كن عاشقاً … فيكون

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى