هذه رسائلنا في الذكرى
الـ 37 لعملية الويمبي وتحرير بيروت
وللصفحات المشبوهة
#انتو_ مش_قدا
ماجد حنا
ما ان انتهى الاحتفال الذي نظمه الحزب السوري القومي الاجتماعي في شارع الحمرا ـ بيروت، بمناسبة الذكرى الـ 37 لعملية «الويمبي» وبطلها الشهيد خالد علوان وذكرى تحرير بيروت، حتى خرجت بعض صفحات التواصل التي تُشغلها حفنة متفلتين تعمل لصالح جهات تخرج عن طورها وتنزّ قيحاً، كلما شاهدت حدثاً كبيراً يرتبط بهزيمة الاحتلال الصهيوني ويعبّر عن هوية بيروت المقاومة.
الحدث الكبير، ليس في إحياء ذكرى عملية «الويمبي» وتحرير بيروت من الاحتلال الصهيوني وحسب، بل بطبيعة إحياء هذه الذكرى، من حيث التنظيم والتمثيل، ومن حيث مشاركة الشباب والطلبة والأشبال والزهرات، والذين قدّموا مشهداً رائعاً بصفوف بديعة النظام، وهم يرفعون أعلام حزبهم وأعلام لبنان وجبهة المقاومة. وهذا المشهد صفّق له الحاضرون في شارع الحمرا، خلال المسيرة التي انطلقت بعد انتهاء الاحتفال من ساحة الشهيد خالد علوان في أول شارع الحمرا حتى نهاية الشارع.
ثلاث رسائل انطوى عليها الاحتفال…
الأولى: أنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي، حزب ينبض بالحياة، ويتجدّد بالجيل الجديد يحمل الراية ويمضي في المسيرة، مسيرة حافلة بالشهداء والمحطات في مواجهة العدو الصهيوني ومن هم في ضفة هذا العدو.
الثانية: أنّ «المقاومة نهج وقرار»، وأنّ لبيروت هويتها الوطنية والقومية، التي لا تستطيع قوة في الأرض أن تنتزع هويتها، فهذه بيروت صمدت وقاومت وانتصرت.. دحرت الاحتلال وعملاءه.. وستظلّ عصية على كلّ محاولات المسّ بهويتها..
الثالثة: أنّ ثقافة المقاومة، هي الأساس في تحصين البلاد وتعزيز الخيار لمواجهة كلّ احتلال وعدوان وكلّ إرهاب وتطرف، وكلّ مشاريع التفتيت والتقسيم والفدرلة، وأنّ كلّ المحاولات التي ترمي إلى إحلال ثقافات مناهضة لثقافة المقاومة، مصيرها الفشل والخيبة، لأنّ لبنان انتصر بالمقاومة لا بالعمالة، انتصر بعناصر قوته لا بضعفه، انتصر بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، لا بالحياد.
ثلاث رسائل، وأكثر، يفهم العدو وكلّ من يدور في فلكه فحواها جيداً، وبأنها تأتي في سياقات الردّ على كلّ ما يتهدّد المقاومة وقواها، من حصار وعقوبات ومن محاولات محمومة لتشويه صورة المقاومة وقادتها…
وإلى الذين لم يفهموا بعد، نؤكد:
نعم، نسور الحزب القومي وطلابه وأشباله الذين ملأوا شارع الحمرا في بيروت، ارتدوا اللباس الموحد، للتأكيد على الرمزية التي تجسّدها عملية «الويمبي»، عدا عن أنّ هذا اللباس لا يخالف القانون. ولكن عته البعض وتخلفه، يتكفّل بكشف المشبوهين والجهات التي يعملون لحسابها.
صفحة فايسبوكية، تزعم أنها تكشف المخالفات والخروج على الانتظام العام، لكنها في الحقيقة هدفها توهين الدولة، وإننا نسأل من أعطى هذه الصفحة حق الحلول محلّ الدولة وتصنيف مسيرة القوميين على أنها عرض عسكري، في حين كانت كلّ أجهزة الدولة الأمنية والعسكرية تواكب الاحتفال والمسيرة.. بالتنظيم وقطع الطريق وتوفير الأمن للمشاركين، وهذه هي أجهزة الدولة وهي المعنية بتطبيق القانون وتحديد المخالفات؟
صفحة تويترية، سارت في ذات الاتجاه، لكنها قامت بفبركة تصريح مختلق نسبته لقائد قومي، وواضح من هي الجهة التي تشغلها.
بعض المواقع الالكترونية الركيكة لم تشر إلى مجريات الاحتفال ومضمون الكلمات، بل وصفت الاحتفال بعبارة «العرض العسكري» وغيرها من العبارات الممجوجة، وذلك لأن لها خلفية مشبوهة وتجهل ما هو المسموح وما هو غير المسموح قانوناً.
واضح، أنّ من يقف وراء الصفحات المشبوهة هاله المشهد الكبير إحياء لذكرى عملية «الويمبي»، ومشاركة القوى التي تمثل شرائح واسعة من اللبنانية، ومضمون كلمات ممثلي هذه القوى التي اكدت انّ منبر الحزب القومي وشهدائه يشرّف وطن.
وواضح أيضاً أنّ الجهات المشبوهة صُعقت لأنّ فلسطين حضرت في الاحتفال، فلسطين القضية المركزية التي تواطأ عليها بعض العرب والمتخاذلين وباعوها بثلاثين من الفضة، من خلال التطبيع ومن خلال التعامل ومن خلال الاشتراك في «صفقة القرن».
على اية حال، عندما نرى هكذا حملات مشبوهة تستهدف نشاطاً أو احتفالاً أو مسيرة للحزب السوري القومي الاجتماعي، نعرف بأنّ رسائلنا وصلت، وبأنّ من يتوهّمون العودة مع العملاء، يدركون أنّ عودتهم مستحيلة، وأنّ لبنان لم يعد ممراً ولا مقراً لا للعملاء ولا للخونة ولا للإرهابيين.
بالمناسبة، الحزب السوري القومي الاجتماعي، يقف بحزم مع مشروع الدولة القوية اللاطائفية، حريص على الاستقرار والسلم الأهلي والوحدة الوطنية، وهو في الأساس حزب مقاوم، أطلق جبهة المقاومة في 21 تموز 1982 من سوق الخان في حاصبيا، وذات أيلول من العام ذاته، أسقط مشروع «أسرلة» لبنان مطلقاً شرارة تحرير بيروت.
وفي الختام، كلمة للمشبوهين والموتورين والأدوات: انتو مش قدا.