
منفذية طرابلس في “القومي” أحيت ذكرى استشهاد مؤسس الحزب أنطون سعاده
نادر: اغتيال سعاده.. مؤامرة دولية بأدوات محلية لأنه اتخذ مواقف جذرية وخطوات عملية للدفاع عن فلسطين ومن أجل نهضة الأمة
ميساء الأيوبي: نجدد الالتزام بعهد النهضة.. فلسطين البوصلة ومقاومة الاحتلال بالفعل والدم والعقيدة
أحيت منفذية طرابلس في الحزب السوري القومي الاجتماعي الذكرى السنوية لاستشهاد مؤسس الحزب أنطون سعاده، الذي أقيم في مكتب المنفذية بحضور وفد مركزي ضم أعضاء من المجلس الأعلى ومجلس العمد ومسؤولين مركزيّين، منفذ عام طرابلس محمد مهدي الأيوبيّ وهيئة المنفذية، وممثلين عن الأحزاب الوطنية والقومية، ورؤساء بلديات ومخاتير وفعاليات اجتماعية وسياسية، إضافة إلى مسؤولي الوحدات الحزبية وحشد من الأمناء والرفقاء والمواطنين.
عرّف الذكرى ناظر الإذاعة في منفذية طرابلس عازار الشامي، فبيان عمدة الإذاعة في الثامن من تموز تلاه منذر إدريس، وباقة قصائد شعرية من وحي يوم الفداء ألقاها الشاعر القومي لطيف عطيّة.
المنفذ العام
وألقى منفذ عام منفذية طرابلس محمد مهدي الأيوبي كلمة، رحّب فيها بالحضور، مؤكدًا على معاني الذكرى وجوهرها، ومشدّداً على تمسّك القوميين الاجتماعيين بثوابتهم في الدفاع عن الوطن وصون الأمن والاستقرار في المدينة.
كلمة المنفذية
وألقت ميساء الأيوبيّ كلمة المنفذية، التي حمَلت بُعداً وجدانيًا وسياسيًا، اعتبرت فيها أن “الثامن من تموز ليس مجرد يوم لإحياء ذكرى اغتيال زعيم، بل لحظة لتجديد الالتزام بعهد النهضة، ووقفة عزّ في وجه التحديات”. واستعرضت الأيوبي أسماء شهداء المنفذية الذين “سطّروا بدمائهم معنى الانتماء لقضية بحجم أمة”، مشدّدة على أن الحزب “لا يعود من باب الحنين، بل من باب الواجب، وأن طرابلس ليست هامشاً في السياسة، بل ميزانها وبوصلتها”.
وأكدت أن “الوحدة الاجتماعيّة هي خيار الحزب، والاستقرار مشروعه، والفتنة مرفوضة جملة وتفصيلاً”، معتبرة أن المسألة الفلسطينية تبقى البوصلة التي لا حياد عنها، وأن مقاومة الاحتلال “لا تكون بالشعارات بل بالفعل والدم والعقيدة”.
كما شدّدت على أن ذكرى استشهاد الزعيم هي “دعوة لتجديد الانتماء، ولتكون طرابلس ركيزة للحزب، لا مجرد ساحة عابرة”.
كلمة المركز
وألقى عضو المجلس الأعلى كمال نادر كلمة مركز الحزب، استعرض خلالها المراحل التاريخيّة التي سبقت اغتيال سعاده، والظروف السياسية التي أحاطت بها، إضافة إلى ما تلاها من مواقف ومحطّات مفصليّة في مسار الحزب.
وفي السياق لفت إلى أن ملاحقة الزعيم ابتدأت منذ فترة التأسيس عندما اكتشف الانتداب الفرنسي والسلطات اللبنانية أن الزعيم ينشئ حزباً يعمل على وحدة المجتمع ونهضة الأمة. واستمرّت الملاحقة إلى أن غادر الوطن في جولة على المغتربات، ثم منعوه من العودة فبقي ما بين البرازيل والأرجنتين حوالي تسع سنوات.
وتحدّث نادر عن يوم عودة سعاده في 2 آذار 1947، حيث كان له استقبال حاشد لم يشهد الشرق له مثيلاً في أعداد المشاركين وفي تنظيم الصفوف، حيث جاؤوا من مختلف كيانات الأمة، من العراق وشرق الأردن وفلسطين والشام ولبنان وكل المناطق، هذا المنظر وضخامة الحشد سبّبا قلقاً لحكومة رياض الصلح وبشارة الخوري. وعلى الفور أصدرت الحكومة مذكرة توقيف بحق الزعيم، لكنّه رفض أن يستسلم واعتصم بين ضهور الشوير ومنطقة عاليه وسرحمول وعيناب وعين عنوب والشوف، وكان يتنقل بحراسة القوميّين، وقد اضطرت الحكومة بعد أشهر إلى إلغاء مذكرة التوقيف وسحبها.
وقال نادر: بعد صدر قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين في 29 تشرين الثاني 1947، اعتبر سعاده أن الكارثة وقعت حقاً، لذلك وضع الحزب في حالة تأهّب وقتال من أجل فلسطين، ودعا إلى التعبئة العامة للحزب وللمواطنين الذين يرغبون أن يقاتلوا من أجل الدفاع عن فلسطين تحت راية الزوبعة.
وتابع: في 15 أيار 1948 أعلن عن قيام ما يُسمّى “دولة إسرائيل”، وفي 1949 خرّج كيان العدو دورة ضباط وجنود بعرض عسكريّ. لذلك قرّر سعاده أن يقاتل بحزبه فأسس مدرسة سريّة لتخريج مقاتلين متخصّصين في حرب العصابات، حرب التحرير الشعبيّة، واعتمد على ضباط قوميّين موجودين في بعض الجيوش في لبنان والشام والأردن وعلى مقاتلين قوميّين من فلسطين. وكان ردّ الزعيم حاسماً في خطاب له في 1 حزيران 1949 في برج البراجنة، إذ قال: “تقوم اليوم في الجنوب دولة جديدة غريبة كنت أترقّب قيامها وأعلنتُ أنّها ستقوم قبل أن تعلن هي عن نفسها، لأني كنت أرى التخاذل السوريّ سيوجدها حتماً ولكنّي كما أعلنت قيام تلك الدولة أعلن اليوم محق تلك الدولة عينها. إنّي أعلن محقّ تلك الدولة الغريبة ليس بقفزة خياليّة وهميّة، بل بما يعدّه الحزب القومي الاجتماعي من بناء عقدي وحربي يجعل من سورية قوة حربية عظيمة تعرف أنّ انتصار المصالح في صراع الحياة يقرّر بالقوة بعد أن يقرّر بالحق”.
وختم: المواقف الجذرية والخطوات العملية التي اتخذها سعاده للدفاع عن فلسطين، سرّعت مؤامرة اغتياله، فبعد خطاب سعاده في الأول من حزيران 1949 تحرّكت أدوات المؤامرة، وبين الرابع والخامس من حزيران وصل وزير خارجية العدو موشى شاريت إلى دمشق واجتمع مع حسني الزعيم ومحسن البرازي في فندق بلودان، وخلال هذا الاجتماع أبلغ العدو أدواته وعملاءه بقرار تصفية الحزب القوميّ ومؤسسه أنطون سعاده واتُفِق مع حسني الزعيم على توقيع معاهدة صلح وعدم اعتداء، وكذلك عمّم القرار على كل العملاء والأدوات رياض الصلح وآخرين في لبنان وغير بلد، وهنا يظهر بأن الخيانة ابتدأت من ذلك الوقت، وما نراه اليوم ما هو إلا استكمال لتلك البدايات الخطيرة”.
14/07/2025 عمدة الإعلام