
منفذية البقاع الغربي في “القوميّ” تحيي ذكرى استشهاد باعث النهضة أنطون سعاده باحتفال في مشغرة
سلوان: أنطون سعاده شهيداً من أجل عقيدة سامية وأمة عظيمة
* القوميّون الاجتماعيّون نموذج مميّز في قوة السواعد والعقول والقلوب، نموذج الإنسان المضحّي، الأخلاقي صاحب النفس العظيمة
نسرين فخر الدين: جريمة اغتيال الزعيم تفوق بفظاعتها حدود الوصف
ودمه رسم خريطة طريق إلى المستقبل.. عنوانها الحرية صراع والحق انتصار
بيسان غزالي: الدم التموزي الذي نثر ووقفة العز التي سمت
شكلا تزخيما لحركة صراع انخرطت بها الاجيال جيلا
أحيت منفذية البقاع الغربي في الحزب السوري القومي الاجتماعي ذكرى استشهاد باعث النهضة انطون سعاده فاقامت احتفالا في مشغرة حضره عميد الدرسات والتخطيط انطون سلوان، وكيل عميد عبر الحدود جورج ريشا، منفذ عام زحلة عمر الجراح منفذ عام البقاع الغربي وسام غزالي وهيئة منفذية البقاع الغربي، مسؤولو الوحدات الحزبية في البقاع الغربي، وجمع من المواطنين والقوميين.
عريفة الاحتفال
عرفت الحفل بيسان غزالي فقالت: الثّامن من تموز شاهدّ على ليلة سوداء خجل منها التاريخ، ففي تلك الليلة اغتيل باعث النهضة ومؤسس الحزب أنطون سعاده. لكن الدم التموزي الذي نثر ووقفة العز التي سمت شكلا تزخيما لحركة الصراع، التي انخرطت بها الاجيال جيلا بعد جيل حتى يومنا هذا وستستمر مع أجيال لم تولد بعد.
وأشارت إلى أنه رغم كل أشكال الملاحقة والتعسف والاعتقال والسجن والتهجير القسري، فان سعاده لم يتراجع عن فكرته وحركته لانقاذ فلسطين وكل أمتنا من الويل المحدق بها، لا بل تقدم الى الشهادة في سبيل انتصار العقيدة التي وضعها والقضية التي عينها.
كلمة المنفذية
كلمة منفذية البقاع الغربي ألقتها الناموس المساعد في عمدة الإذاعة نسرين فخر الدين فقالت: نلتقي اليوم لنحيي ذكرى استشهاد معلمنا وقائدنا سعاده الذي علمنا أن الحياة كلها وقفة عز فقط،.. وجسّدها دفاعاً عن حق أمته في الخلاص والحياة، ولو أن هذه الأمة عملت بتعاليم سعاده لما كانت تعيش هذه الحالة من التمزّق والانقسام الطائفي والمذهبي.
أضافت: ان جريمة اغتيال أنطون سعاده تفوق بفظاعتها حدود الوصف، لكنها رسمت خريطة طريق إلى المستقبل، مفادها أن الحرية صراع وأن الحق انتصار. ولذلك فان الثامن من تموز، يوم خرج من روزنامة زمن مضى، وتحوّل شعلة متأججة من نار ونور. وهكذا ارتسم الأفق الجديد على مدار الزوبعة، وهكذا استمرّت ملحمة النضال تستهدي بوقفة العز وتحدّد كيف تصنع الإرادة الحرة وحياة المجد والكرامة.
وقالت: لقد شكّل استشهاد سعاده في الثامن من تموز أسمى معاني الوفاء والفداء، وجسّد قيم الحق والخير والصراع، فهو ارتقى قدوة استشهاديّة ترشد الأجيال القادمة إلى سبل النهضة والانتصار.
سعاده صاحب فكر وعقيدة وواضع مبادئ حياة حرة جديدة. راهن على إنسان بلاده، الإنسان الذي يبلغ به الرقي مستوى الاتحاد بالمجتمع، والوعي بشخصيته الجامعة. هكذا يشكل الإنسان المجتمع من نماذج الأفراد الذين تخطّوا ذواتهم الصغرى ليعانقوا بالوعي القومي رحاب المجتمع الأكمل. وذلك التخطّي لم يكن ليتحقق لولا كواكب المناضلين، لا سيما الشهداء منهم والجرحى والأسرى والثابتين على العقيدة والانتظام، كل هؤلاء أبطال في مسيرة المقاومة والنضال..
كلمة المركز
كلمة مركز الحزب السوري القومي الاجتماعي ألقاها عميد الدرسات والتخطيط أنطون سلوان قائلاً:
في خطاب للقوميّين الاجتماعيين في الكورة، قال أنطون سعاده، “يتميّز القوميون الاجتماعيون بأنهم حركة ذات غاية عظمى يحاربون من أجلها، هي عندهم أعزّ من أنفاسهم وهي لهم معنى وجودهم لأنه على قدر عظمة الغاية تكون النفوس. فالغاية العظيمة تمثّل النفوس العظيمة وتشهد بعظمتها وحيث لا غاية فلا نفوس…”
ولأن أنطون سعاده كان أول القوميّين الاجتماعيّين، وزعيمهم، ومعلمهم، ومثلهم الأعلى، ما توانى يوماً عن إعطاء الدروس والعبر من خلال مواقف وأعمال تعكس عظمة فكره ونبل الغاية التي حارب لتحقيقها ونبل الوسائل التي اعتمدها لتحقيق هذه الغاية النبيلة.
ان الحياة وجمالها وخيرها وحسنها هي الغاية الأخيرة للحزب السوري القومي الاجتماعي. حياة أمة لطالما سعت المطامع والغزوات والاحتلالات لتناتشها. حياة أمة أدرك سعاده بعد بحث وتدقيق أنها ذات تاريخ عريق يعكس عظمتها. حياة أمة أنارت لمختلف أمم العالم مشاعل من العلم والمعرفة والثقافة والحضارة. حياة أمة فيها كل حق وكل خير وكل جمال. وأدرك أنطون سعاده جيداً، بأن تحقيق هذه الغاية المنشودة، وجعل حياة الأمة السورية كريمة، عزيزة، جميلة، وخيرة يتطلّب نفوساً عظيمة راقية سامية فعمل جاهداً على أن يشكل القوميّون الاجتماعيّون هذا النموذج المميّز في قوة السواعد وقوة العقول وقوة القلوب، نموذج الإنسان المضحّي، نموذج الإنسان الأخلاقي صاحب النفس العظيمة. وكان سعاده نفسه هو المعلم الملهم والقائد المقدام الذي يسير في المقدّمة شاقاً الطريق نحو المثاليّة المنشودة.
وتابع: عند عودة أنطون سعاده الى أرض الوطن بعد اغتراب قسري دام تسع سنوات خُيّل لأعداء الوطن أن سعاده قد يتخلى خلالها عن الغاية السامية التي نذر نفسه وحزبه لها، ألقى خطابه الشهير الذي أكد فيه للقاصي والداني، وللعدو الخصم والصديق بأن القومي الاجتماعي لا يمكن يتراجع عن غاية رسمها أو هدف وضعه نصب عينيه مهما كانت التضحيات. في هذا الخطاب أعاد سعاده التذكير بأن غاية الحزب السوري القومي الاجتماعي لم تتبدّل أو تتعدّل ولن تتبدّل أو تتعدّل. فالأمة التي عمل سعاده من أجل حياتها هي هي، سورية العظيمة ولا يمكن أن تكون غير ذلك وأن فلسطين هي جرح الأمة النازف ولا يمكن أن يتنازل الحزب السوري القومي الاجتماعي عن حبة تراب من ثراها ولا عن حبة تراب من ثرى سورية، وأن الخطر الذي يتهدّد فلسطين يتهدّد كل كيانات الأمة وتجب مواجهته بكل الوسائل الممكنة.
شكّل أنطون سعاده بهذا الموقف وكل المواقف السابقة، وبرؤيته النهضوية الاجتماعية خطراً على المشاريع والمخطّطات التي كانت تُرسم للأمة السورية من قبل أعدائها. فوحدة المجتمع السوري الاجتماعية تضرب مشاريع الأعداء التقسيميّة في الصميم، وقوة الأمة السورية عسكرية كانت أو اقتصادية أو معنوية تعطل أحلام الأعداء التوسعيّة، ووضوح الرؤية والقدرة على الاستشراف والتنظيم والتخطيط لدى أنطون سعاده أربك أعداء الأمة فصمّموا على تحييده لمتابعة مخططاتهم. لقد تكاملت عناصر المؤامرة بين أعداء الأمة في الخارج وأدوات الداخل فتواصلوا وتعاونوا وتآمروا وخططوا ونفذوا ما خططوا له في الثامن من تموز، فارتقى انطون سعاده شهيداً، ظافرا بشرف الموت من أجل عقيدة سامية ومن أجل أمة عظيمة ومن أجل حياة عزيزة كريمة راقية.
وأضاف: استشهد أنطون سعاده لأنه لم يستطع إلا أن يكون أنطون سعاده. لم يستطع إلا أن يكون ألحاناً تمتد مع أمواج الكون الخفيّة، لم يستطع إلا أن يكون أنوار الفجر في عين العذراء وصور الفن المبدع، وأحلاماً ملوّنة بألوان قوس قزح.
استُشهد أنطون سعاده لأنه لم يستطع إلا أن يكون عقلاً، واعياً، ونفساً فاهمة، وقوة حاسمة، وحلماً مشفقاً، وصبراً لا ينفد، وعزماً لا يقف في سبيله شيء، وتخطيطاً يصد الكيد، وجلاء لا يبقي مجالاً للريب.
استشهد أنطون سعاده لأنه لم يستطع إلا أن يكون جندياً قد دعاه الواجب القوميّ والحب الوطنيّ إلى الزحف مع غابات الأسنة البارقة تحت أشعة الغزالة تتقدّمها الرايات والألوية.
استُشهد أنطون سعاده لأنه قائد جماعة لم تفضل يوماً أن تترك عقيدتها وإيمانها وأخلاقها لتنقذ جسداً بالياً لا قيمة له.
وختم في ذكرى استشهاد أنطون سعاده، نستذكر وثوقه بـ “أبناء عقيدته”، وبأنهم حتماً سينتصرون، نستذكر هذه الثقة العالية التي تحدّث بها عنهم، قبل لحظات من استشهاده، بأنّهم لن يتراجعوا عن الغاية المرجوّة مهما كبرت التضحيات، نستذكر هذه القوّة التي واجه فيها الموت والتي كانت نابعة من حب كبير للحياة، نستذكر الفكر العظيم الذي زرعه في أجيال حاضرة ليكون الحصاد مع أجيال قادمة، نستذكر حبّه وشغفه لأمة لم ترضَ يوماً القبر ولن ترضى القبر يوماً مكاناً لها تحت الشمس، نستذكر هذا الزعيم، والقائد والمعلم العظيم ونعاهده بأننا سوف نبقى أوفياء لدمائه، وأن نحمل فكره وعقيدته في العقول وفي القلوب ونعمل من أجل تحقيق الغاية السامية التي من أجلها استشهد كما نعاهده بأن هتافنا سوف يبقى مدوياً لتحي سورية وليحي سعاده.
14/07/2025 عمدة الإعلام