عميد الإذاعة في بيان عيد التأسيس: ثابتون فكراً ونهجاً * تأسس الحزب السوري القومي الاجتماعي لأن الأمة بحاجة إلى نهضةٍ تنقذها من حالة البلبلة والتخبط والتفسخ، وتَردَ لها معنى وجودها، وقوة فعلها، ووحدة اتجاهها * خطوط سايكس – بيكو، أصبحت خطوط نارٍ وحديد تقطعُ أوصالَ الأمة وصراع الكيانات والعصبيات الطائفية تمزّق وحدة مجتمعنا * انجزنا استحقاقاتنا الحزبية ونعمل على وحدة الصف والاتجاه والإرادة والحركة

عميد الإذاعة في بيان عيد التأسيس: ثابتون فكراً ونهجاً
* تأسس الحزب السوري القومي الاجتماعي لأن الأمة بحاجة إلى نهضةٍ تنقذها من حالة البلبلة والتخبط والتفسخ، وتَردَ لها معنى وجودها، وقوة فعلها، ووحدة اتجاهها
* خطوط سايكس – بيكو، أصبحت خطوط نارٍ وحديد تقطعُ أوصالَ الأمة
وصراع الكيانات والعصبيات الطائفية تمزّق وحدة مجتمعنا
* انجزنا استحقاقاتنا الحزبية ونعمل على وحدة الصف والاتجاه والإرادة والحركة
بمناسبة عيد تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، أصدر عميد الإذاعة في الحزب إيلي الياس بياناً جاء فيه:
التواريخ لم تكن مجرد أزمنةٍ عابرة في مسيرة النهضة التي أسسها الزعيم، بل شكلت الانطلاقات المصيرية التي ثَبّتت الأساس القومي والنظامي لحياة أمةٍ بأسرها، وفي هذا التاريخ منذ ثلاثةٍ وتسعين عاماً، وُلِدَ الحزب السوري القومي الاجتماعي لا من رحم صدفة، ولا تلبية لرغبة عابرة، بل من حاجة الأمة إلى نهضةٍ تنقذها من حالة البلبلة والتخبط والتفسخ، لتَردَ لها معنى وجودها، وقوة فعلها، ووحدة اتجاهها.
إن ذكرى التأسيس ليست احتفالاً بالشكل، بل فعل إيمانٍ، مقرون بإرادةٍ واعية، لتجديد الانطلاقة الكبرى التي غيّرت وجه الأمة، وللتأكيد بأن تأثيره هذا لم يتوقف عند النطاق الزمني في 16 تشرين الثاني لعام 1932، بل تعداه ليكون فعلاً للمستقبل، نقف أمامه وقفة عزٍ وإيمان، وقفة تاريخٍ حيّ يتدفق من صميم الحياة، نستحضر به قسمنا، وقسم الأوائل من رفقائنا، ونجدد عهودنا بأننا نحن أبناء هذه العقيدة ثابتون في مسيرة النهضة التي أسسها أنطون سعاده.
فعلٌ لم يأتِ به المعلم إعلاناً سياسياً، بل لإعلان ولادة نهضة، يؤسس به لنظامٍ جديد مؤيد بعقيدة جليّة صحيحة تعبر عن جوهر نفسيتنا وشخصيتنا القومية الاجتماعية، ومُطلقاً لحركة صراعٍ من أجل قضيةٍ تتناول حياة الأمة بأسرها، لا من أجل القضايا الجزئية الفردية أو الفئوية، أو المصالح الآنية، فالحزب السوري القومي الاجتماعي هو حزب نهضة الأمة ويعمل للأمة كلها، وقد عبّر سعاده عن ذلك بوضوح عندما قال: “الحزب السوري القومي الاجتماعي فكرة وحركة تتناولان حياة أمة بأسرها”.
أيها السوريون القوميون الاجتماعيون:
لقد اعتبر المؤسس فعل التأسيس عملاً يكاد يرتقي بأهميته لحجم القضية القومية التي وضعها، وهو عامل أساسيّ لانتصارها، وهذا ما أكد عليه في خطابه عام 1938: “إنّ إنشاء المؤسسات ووضع التشريع هو أعظم أعمالي بعد تأسيس القضية القومية”.
إن هذا التحديد يُعبّر عن الإدراك العميق لطبيعة العمل القومي المنظّم، القائم على نظام مؤسسيّ وتشريعيّ يحمي القضية القومية ويعبّر عنها، ويوحّد اتجاهها، ويضمن استمرارية حركتها عبر الأجيال، لتكون قوة فاعلة في المجتمع، فتأسيس الحزب كان الحدّ الفاصل بين أن نكون حركة نظاميّة تمثل إرادتنا العامة في إجماع فاعل موحّد الاتجاه، أو أن نكون مجرد تيار فكري أو سياسي منفعل وعابر ومشتت.
وقبيل إحياء هذه الذكرى، أنجز الحزب سلسلة استحقاقات جاءت تجسيداً لإرساء دور المؤسسات واستمرارية هذا الدور وأهميّته، وتعبيراً عن عمق النهج القومي والنظامي المتأصل بها، وتأكيداً بأن الحزب ليس مجموعة أفراد، بل نظامٍ حيّ ينبض بالفعل، ويتجدّد عبر الالتزام بالنظام، ويقوى عبر الممارسة الفاعلة.
كما أن هذا المشهد هو الدليل، أن الحزب عبر ثلاثةٍ وتسعين عاماً ما زال راسخاً في ضمير أبناء الأمة، يتحرك بقوة العقيدة، وعمق الالتزام، وأنه رغم ما مرَّ فيه من محن لا يزال الحزب الوحيد المعبّر عن مصالح الأمة العامة، بعيداً عن أي مصلحة جزئية مهما كانت، وأن الدم الجديد الذي يسري في شرايينه يحمل قضيّته دون ارتباك.
إن دعوة المجلس القومي المنتخب عام 2019 للانعقاد وانتخاب قيادة جديدة لم يكن مجرد محطة تنظيمية، بل كان تجديداً للعهد القوميّ، ووقفة مراجعة مسؤولة، ودعوة صادقة لوحدة القوميين عبر إرادتهم، بالتالي فإن إداراتنا الحزبية، والتي أتت نتيجة الإرادة القومية الحرة، هي اليوم سائرة لأن تكون سلطة فاعلة، بعيدة عن الشكل، وقيادة مسؤولة، معبّرة عن إرادة القوميين الاجتماعيين، وإدارة واعية لمصالح الأمة، فالتحديات الكبيرة، والمرحلة المقبلة تتطلب منا جميعاً الارتقاء إلى مستوى هذه المسؤولية التاريخية.
أيها السوريون القوميون الاجتماعيون:
استنهض فينا سعاده الوعي، قبل أن يحرّك فينا الفعل، لأنه أراد أن تكون حركتنا مؤيّدة بصحة العقيدة والوعي المنظم الفاعل، وحدّد الأساس المنهجيّ للتفكير الذي اعتمده كأحد مرتكزات الوعي بقوله: “التعيين شرط الوضوح”.
ومن منطلق التعيين، فإننا اليوم في حضرة التأسيس نمرّ في زمن عصيب، بين كيانات أمةٍ ما برحت تبحث عن ذاتها، فخطوط سايكس – بيكو، لم تعد مجرد خطوط سياسيّة، بل أصبحت خطوط نارٍ وحديد تقطعُ أوصالَ الأمة كما خُطّط لها، وبدأت نيرانها تلتهم جسّد كياناتها، كما أنها بدأت تتحوّل إلى جدران ٍمجتمعيّة نفسيّة واقتصاديّة وثقافيّة، تعيق قيام أيّ شعور بالانتماء القوميّ المشترك وتضعف وحدة الروح، ليصبح كل كيانٍ في عزلة عن الآخر، كما أن الوعي القوميّ العام ما أشدّ ما ضاع بين شعارات زائفة، وحدودٍ مصطنعة، ونفوسٍ غافلة تحسب التجزئة وطناً والاستقلال تبعيّة مقنعة، ليكون كل كيان من كيانات الأمة مسرحاً، أبناؤه تتنازعهم الطوائف، وتُقسمهم المذاهب، وتستدرجهم القوى الغربية إلى ميادين الفتنة والدمار واستلاب الإرادة، لدرجة أصبحنا نرى أكثر من علمٍ، وأكثر من رايةٍ، وأكثر من ولاءٍ، مع صراع العصبيات الطائفية والمصلحية التي تمزق وحدة المجتمع، وحكومات وقوى تتناحر باسم الاستقلال وهي ما زالت أسيرة الإرادات الأجنبية.
كما أن الخطر اليهوديّ الذي حذّر منه سعاده بكلام واضح بأنه خطر لا ينحصر في فلسطين فقط “بل هو يتناول لبنان والشام والعراق أيضاً”، هو خطرٌ وجودي بطبيعته وبنشأته، وقد أصبح أكثر تهديداً اليوم وأكثر تمدّداً نتيجة وضع كيانات الأمة الذي حدّدناه بدقة من ضياعٍ للسيادة القوميّة، ومن تفسّخ مجتمعي ونزاعات وانقسامات، تحاول حرف الصراع عن مساره الطبيعي والوجوبي.
كل ما نشهده اليوم، هو البرهان على أن النهضة القومية الاجتماعية التي أرسى قواعدها الزعيم، لم تكن حلماً ولا ترفاً فكرياً، بل كانت الشرط الوحيد لحياة الأمة ووحدتها ووحدة قواها، وإن ساحة الصراع القومي المصيري ضد العدو الصهيوني هي ساحة صراعنا الأساسي، وإن الحزب السوري القومي الاجتماعي منذ التأسيس وحتى الآن اعترضته الكثير من الصعوبات والعراقيل، وجابهته قضايا عديدة، ومؤامرات وحوادث مختلفة، إلا أنّه استطاع التغلب عليها واستطاع معالجتها، فظهرت حقيقته جليّة كما حدده سعاده: “أنه حزب الاستقلال القومي والسيادة القومية والحقوق القومية”.
أيها السوريون القوميون الاجتماعيون:
إن القوة الواعية الفاعلة التي نادى بها سعاده بقوله: “إن فيكم قوة لو فعلت لَغيّرت وجه التاريخ”،
هي قوة النظام، قوة المؤسسات، قوة الحزب السوري القومي الاجتماعي، التي تعمل لخدمة مصالح الأمة، في حركة الصراع لانتصار القضية القومية الاجتماعية.
ومن هنا وقد أنجزنا جميع هذه الاستحقاقات الحزبية، فإن مسؤوليتنا كأعضاء في صفوف النهضة أمام الحزب والأمة، لا بد أن تتجلى بإرادة واعية، وانتظام وانضباط، وقوة منتجة، للتغلب على جميع الصعوبات الداخليّة، وأن نكون حريصين على صون مؤسسات الحزب، عاملين على وحدة الصفوف، ووحدة الاتجاه، ووحدة الإرادة والحركة في معركة الوجود والمصير.
15/11/2025 عمدة الإعلام




