الأسبوع الماضي، لقي خمسة جنود بريطانيين مصرعهم في مدينة الشعفة بدير الزور إثر استهدافهم بصاروخ أميركي الصنع أطلقته المجموعات الإرهابية على المدينة. وحتى الآن لا يزال هناك نوع من التعمية على هذا الاستهداف، نظراً لما يترتب عليه من تداعيات تهدّد مصير التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية.
وفي حين تؤكد المعلومات بأن تنظيم “داعش” الإرهابي هو من أطلق الصاروخ الأميركي، فإن بريطانيا تلوذ بالصمت، ربما في سياق المحاولات لتفادي الكشف الرسمي عن حقيقة الدعم الأميركي لـ “داعش” وسائر المجموعات الإرهابية.
حول استخدام صواريخ أميركية في الهجوم على جنود الوحدات الخاصة البريطانيين في سورية، كتب ألكسندر شاركوفسكي، في “نيزافيسيمايا غازيتا”، مقالاً بعنوان: “الولايات المتحدة متهَمة في مقتل الكوماندوس البريطاني في سورية” قال فيه:
“لم تؤكد أي وسيلة إعلام بريطانية بعد ما نشرته صحيفة الوطن (السورية) عن مقتل خمسة جنود من فوج المهام الخاصة الثاني والعشرين التابع للقوات المسلحة البريطانية. وفي وقت سابق، تحدّثت الـ”غارديان” و”تلغراف” و”مورنينغ ستار” وصحف أخرى عن إصابة جنديين بريطانيين بجروح خطيرة ومقتل متطوّع كردي، في إطلاق نار من قبل إسلاميين استخدموا صواريخ مضادة للدبابات الأميركية الصنع.
ردّت الصحافة البريطانية والجمهور بحدّة على واقعة استهداف الجنود البريطانيين بصواريخ مضادة للدبابات مُنتَجة في أميركا. يؤكد السفير السابق للمملكة المتحدة لدى سورية، بيتر فورد، أن هذه الأسلحة تم توريدها من الولايات المتحدة وفقاً لبرنامج دعم المعارضة المعتدلة في سورية في العام 2015، وتمت إعادة بيعها لتنظيم الدولة (داعش). ذكرت ذلك الغارديان وتلغراف ومورنينغ ستار. كان تزويد الأسلحة للمتمرّدين السوريين جزءاً من عملية سرية لوكالة المخابرات المركزية، أطلقها الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في العام 2013، بناء على اقتراح من وزيرة الخارجية آنذاك هيلاري كلينتون، ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية في ذلك الوقت، ديفيد بترايوس. بنيت سلسلة معقدة لتوريد السلاح. بالإضافة إلى ذلك، اشترت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية أسلحة من دول الاتحاد الأوروبي من خلال شركات خاصة أبرمت عقوداً ذات صلة مع جهات حكومية.
تتحدّث المواد المنشورة عن عدم جواز مقتل الكوماندوس البريطانيين بأسلحة أميركية في سورية في وقت يقاتلون فيه ضمن تحالف تقوده الولايات المتحدة، ويحولون مع زملائهم من البنتاغون دون تدمير دمشق للدولة الإسلامية. الحديث يدور عن حاجة ملحّة إلى انسحاب القوات البريطانية من سورية. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك عدد من التقارير عن حوادث فردية، وتواطؤ بعض قادة قوات سورية الديمقراطية مع مسلحي “الخلافة السوداء”. السؤال الذي يطرح نفسه: ألا تشكل الأحداث الموصوفة بداية لانهيار التحالف الدولي المناهض لداعش، ما يمكن أن يهزّ أسس وجود الناتو؟