الرئيسةمركزي

من ميزات حزبنا.. ثباته على الفكر والنهج

المرض العضال يصيب حصراً القوى الطائفية والانعزالية التي مارست الخطف والقتل على الهوية، واستخدمت بندقيتها المأجورة لصالح مشروع تقسيم لبنان

ردّت عمدة الإعلام على مقالة منشورة في جريدة “نداءالوطن”، وقد نشرت الجريدة المذكورة الردّ في عدد أول حزيران 2020، ومما جاء في الردّ.

 

نشرت جريدتكم في عددها الصادر يوم الجمعة 29 أيار 2020 ـ الصفحة السابعة، مقالاً موقعاً باسم جورج العاقوري، يستعرض فيه “وقائعَ” جزئية يحاذر أي كاتب أو صحفي البناء عليها لتقديم رأي أو حتى وجهة نظر، خصوصاً متى كان هذا الرأي أو وجهة النظر متعلقيْن بحزب عقائدي عريق، استطاع خلال مسيرته أن يكون صانعاً للحدث لا ملتحقاً به،  ويحمل مشروعاً نهضوياً للأمة بمواجهة المشاريع المضادة والملتحقين بها.

بالتأكيد “تشكل الأحزاب بمفاهيمها الحديثة والمرنة حاجة سياسية”، لا بل أكثر من ذلك، هي نقطة ارتكاز لترقية الحياة السياسية والمدنية، وتعميق  القيم الأخلاقية في المجتمعات، شرط أن تتأسس على مبادىء وأهداف واضحة،.. وهل هناك أسمى من الوحدة الروحية ـ الاجتماعية ونهج الصراع دفاعاً عن الأمة وتثبيتاً لحقها وسيادتها، في مواجهة الإرادات الاستعمارية وأطماعها؟، وهاتان الغايتان الساميتان واضحتان في جوهر غاية الحزب السوري القومي الاجتماعي ومبادئه.

لقد تعمّد كاتب المقال تقديم “مشهديات” مجتزأة وهذا يؤدي حكماً إلى استنتاجات مجزوءة ومغايرة للواقع، وهذه حال كل من يستسهل الحديث عن أحزاب وقضايا كبيرة، من دون أن يبذل جهداً موضوعياً ولو متواضعاً لكي لا يصم نفسه، كاتباً غبّ الطلب.

إن تركيز الكاتب على حالات باهتة، واعتبارها “إنقسامات”، واستحضاره محطات داخلية مرّ بها الحزب تاريخيا، كل هذا لا يشكل أساساً للزعم بأن الحزب القومي مصاب بـ “مرض عضال” منسوب إلى “فقدان وحدته”، ذلك لأن “الماء تكذب الغَطّاس”. فالحزب السوري القومي الاجتماعي تميّز بانه حقق وحدته، وتميّز بحضوره القوي والمؤثر وبثباته على مبادئه وخياراته السياسية والنضالية وبأنه لم يضل هدفه، ويمكن للكاتب أن يقرأ المراحل جيداً ليكتشف أن الحزب القومي كان شريكاً طليعياً في صناعة الحدث. وأنه الجهة الوحيدة التي وقفت بوجه النظام الطائفي في لبنان، لأن هذا النظام علة العلل، ورغم مُر العذابات التي كابدها القوميون قتلاً واعتقالاً، صمد الحزب وبقيت قضيته متألقة في راهنيتها .

وللتذكير فقط، فإن الحزب أطلق مقاومة شرسة ضد الاحتلال “الإسرائيلي” للبنان عام 1982، بدءاً من عملية سوق الخان في حاصبيا 21 تموز 1982 والتي قوضت شعار العدو (سلامة الجليل) الذي اطلقه على اجتياحه للبنان، مروراً بعملية الويمبي 24 أيلول 1982 التي شكلت فاتحة تحرير العاصمة، إلى العمليات الاستشهادية النوعية، بموازاة محاربة عملاء العدو وكسر شوكتهم في لبنان وتصفية مشروعهم التقسيمي التفتيتي الذي وضعه العدو لضمان انتقال لبنان الى ضفته، وبالتالي تزييف انتمائه وحقيقته ودوره. ونحن إنما نُذكّر انطلاقاً من معرفتنا بأهواء كاتب المقال وتفكيره الإفتراضي.

وعليه، فإن “التشخيص” الذي توصل اليه الكاتب في خاتمة مقاله، ربما يكون مأخوذأ من “موسوعة النظريات” التي تقوم على فرضية تحويل الأمنية إلى حقيقة، إذا لم نقل مستوحىّ من نوادر جحا التي أطلقها ثم ما لبث ان صدّقها.

إن حزباً يحقق انجازات مشهودة كالتي تحدثنا عن بعضها لا يمكن نعته بتوصيفات كالتي اطلقها الكاتب. ولذلك فإن المرض العضال، يصيب حصراً القوى الطائفية والانعزالية التي شكلت خلايا عسكرية وأمنية للخطف والقتل على الهوية، واستخدمت بندقيتها المأجورة لصالح مشروع تقسيم لبنان تمهيداً لشرذمته.

اللافت أيضاً أنّ الكاتب تطرق لما اسماه “ظاهرة العومية” و “المتاريس الطائفية”، و”تقلُّص جمهور الحزب”، وهو عن خلفية غير بريئة زجّ بأسماء اشخاص مقدّرين تبوأوا مناصب وزارية ونيابية على أنهم قوميون، بانياً على تلك الخلفية إدعاء نزوح قومي نحو العونية.. إنها حقاً لمفارقة!

يزعم الكاتب أن حضور نواب الحزب القومي في اللقاء الذي عقد بمطرانية بيروت للروم الأرثوذكس على أنه انزياح عن مبدأ “فصل الدين عن الدولة”، في حين أنّ اللقاء المذكور هو نتيجة تداول بين نواب في البرلمان اللبنانيين يمثلون الشعب دون تمييز، وأن حضور نواب من الحزب القومي اتى في سياق أخذ اللقاء نحو الاتجاه الوطني، لكن للأسف ُكُثُر هم الذين يريدون استنساخ “قرنة شهون” في كل الطوائف والمذاهب.

أما بما خصّ “تقلص جمهور الحزب القومي”، وحرص الكاتب على تظهير ارقام مرشح القوات اللبنانية في الكورة فادي كرم، فهنا بيت القصيد،  لكنْ لعلم الكاتب إن قانوناً انتخابياً قائماً على النسبية والدائرة الواحدة هو الذي يحدد حقيقة الأحجام والأوزان الحقيقية، وليس قانوناً تم استيلاده من رحم النظام الطائفي الذي هو علة العلل.

 

على كل حال، فإن الذي استوجب الرد، هو ما انطوى عليه المقال من قصور في الاحاطة بالمواضيع، وللتأكيد بأن أحدا لا يستطيع وضع الحزب السوري القومي الاجتماعي في خبر كان، وما من أحد مؤهل أن يرى الحزب بمعزل عن مؤسسه، لأنه إذا كان من ميزة للحزب القومي، فهي ثباته على الفكر والنهج الصراعي، تماماً كما اراده سعاده ، حزباً للمستقبل وللحياة الحرة العزيزة.

29/5/2020                                                                                        عمدة الإعلام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى