أبناء شهداء مجزرة حلبا مستمرّون على درب الحياة.. يستذكرون آباءهم ويطالبون بالاقتصاص من القتلة
"مجزرة حلبا" الشاهدة على حقد يهود الداخل وإرهابهم/ أبناء الشهداء مستمرّون على درب الحياة.. يستذكرون آباءهم ويطالبون بالاقتصاص من القتلة
“مجزَرَةُ حلْبَا” الجريمة الإرهابية التي غلَّفَتْ قلوبَنَا بِحُزْن عميق، كبير… والتي دّلت على غريزة الإرهاب الحاقدة.
العاشر مِنْ أيَّار ذكْرى الرُّفَقاءِ الشُّهَداء: أحمد نعوس، مخايل سليمان، فادي الشيخ، نصر حموضة، محمد غانم، محمد درويش، محمود الترك، أحمد خالد، خالد إبراهيم، خالد الأحمد وظافر حموضة.
هذه الذكرى محفورة في الوجدان بحيث لَنْ نَنْسَى أبَداً الإرهاب المَقيتَ الذي تبدّى عبر التَّمْثيلَ بِجُثَثِ الشُّهداء والإجْهازَ على الجَرْحى… وأنّ أيَّة محاوَلَةٍ لاسْتيلادِ تسْوِيَةٍ، تكون فعل غَدْرٌ بِشُهدائنا، وأنَّ القوْمييِّن كتَبوا لَهُم أُغنِياتِ الفَرَحِ بدَلاً من المَراثي… وأَنَّ أَبْناءَ الشُهَداء يُطالِبونَ بالاقتصاص من المُجْرِمينَ والقَتَلَة.
قد سِرْنا مع أبناء الشهداء على طريقِ الحياةِ فصاروا مِنَ النَّاجحينَ… وهذا بعض كلماتهم في الذكرى الثانية عشرة للمجزرة:
محمد ويارا نعوس
وقفة العز والشرف.. قَدَرُنا والخيار
اثنتا عشرة سنة مضت وما زال الجرح ينزف
اثنتا عشر سنة والعين والقلب يبكيان فرقة أب وأخ ورفيق
لا لم ولن ننسى حلبا
لم ولن ننسى شهداءنا الأبرار
شهداء اختاروا حياة أسمى وأعزّ
حياة أساسها وقفة عز وشرف
أحد عشر شهيداً اختاروا الشهادة على أيدي مجموعة من المرتزقة الذين قرّروا إنهاء حياة أبطال لأسباب لا تمت للإنسانية بصلة.
أبطال اختاروا الموت لإيمانهم بعقيدة تربّوا على مبادئها، عقيدة عنوانها الشهادة هي الحياة.
ها نحن نتذكّر سوياً مجزرة سجلها التاريخ بأسماء أبطال أبرار مهّدوا وعبّدوا طريقاً لنكمله من بعدهم، فكيف لنا أن ننسى هؤلاء الأبرار.
كيف لنا أن ننسى مَن استُشهد لأجل بناء حياة أفضل لأبنائه، حياة بعيدة عن الخيانة والعبودية والذل، حياة عمادها الكرامة والحرية والعنفوان.
نعم نحن أبناء الحياة، لا نهابُ الموت ولا نخشى ظلمة الحياة.
نتذكّر ونذكر كل مَن يعتقد بأننا نسينا، أو أن الأيام مضت وانقضت.
نتذكر لنعلمهم جميعاً أن الدم لا يرويه إلا الدم، وأن القهر والحرقة التي عشناهما بغياب الروح عن أجسادنا لم ولن يكسرانا، وإنما مدّانا بالقوة وجعلانا أشد عزماً وإصراراً على متابعة مسيرة الزعيم وشهدائنا.
يا شهداء حلبا نعدكم بأننا لم ولن ننساكم.
نقول لكم إن دماءكم الذكية ما زالت تمدّنا بالروح والقوة والعزيمة، دماؤكم تروينا وتحيي فينا الحياة كلما ضعفنا.
أنتم قوتنا، أنتم عزتنا وكرامتنا،
نقول لهؤلاء القتلة: نحن نعلم أن أعينكم لم تعرف النوم رغم مرور السنين، وأن قلوبكم لم تستكن خوفاً من ردّة فعل نسور تربّوا على مبادئ سعاده، نسور أشبال وزهرات تربّوا على أن الحياة مبدأ ووقفة عز وكرامة.
أنتم قتلتم أحد عشر شهيداً وحلّق مكانَهم آلافُ النسور والزهرات والأشبال.
مَن حُرموا من كلمة أب قاوم الحياة بعزيمة وإصرار ليثبت للعالم أجمع ولنفسه بأنهم وأننا الأقوى.
أقوياء بشهدائنا، أقوياء بمبادئنا أقوياء، بزعيمنا سعاده، لن ننسى أبطالنا.
نعدكم يا مَن وهبتمونا الحياة أن دماءكم دين لا بدّ من تسديده يوماً ما.
نعدكم مهما طال الليل لا بدّ للشمس أن تُشرق لأننا نحبّ الحياة.
لأننا نحبّ الحرية.
ونحبّ الموت متى اعتقدنا أنه طريق إلى الحياة، هكذا علمنا زعيمنا انطون سعاده.
تحيا سورية وتحيا الشهادة.
شقيقة الشهيد ظافر أبو جاج
رسّخوا بشهادتهم وقفة العز القوميّة
وقفت على أمجاد التاريخ لأتحدّث عن وقفات العز وصرخات الانتصار فبدأت بالعاشر من أيار من العام 2008 حين ارتوى تراب حلبا بالدماء الطاهرة، دماء أحد عشر بطلاً قومياً.
10 أيّار 2008 هو اليوم الذي وقعت فيه مجزرة حلبا الوحشية.
لقد تمّ اغتيال شهدائنا من قبل يهود الداخل وباغتيالهم شهداءنا ظنّوا أنهم منحونا الذل والإهانة. لقد خابت ظنونهم لأننا حركة لا تهاب الموت متى كان الموت طريقاً للحياة، نحن أمة نصفها شهداء والنصف الآخر يتمنّى الشهادة.
ليس عاراً علينا أن نموت غدراً بل العار هو أن تكون دماؤنا أغلى من الأمة.
شهداءنا، رحلتم عن أنظارنا ورسختم في عقولنا وقفات العز والتضحية والأمانة ومعنى الشهادة، وأن أذكى الشهادة هي شهادة الدم. غبتم ولم تغب ذكراكم ما زالت تلك الكلمة تتردّد على ألسنة أشبالنا وزهراتنا “حلبا لن ولم ننسى”. تركتم وراءكم أجيالاً ترفع رايات النصر. كان وما زال النصر عنواناً.
واليوم أنا وكل القوميين، فخورون بتضحيتكم، فالحياة كلها وقفة عز فقط.
حلبا لن ننسى ولن نسامح.
أحمد أحمد خالد
أتشرّف بك يا أبي.. لأنك علّمتني معنى وقيمة الحياة
أنا ابن الشهيد أحمد خالد اسمي أحمد أحمد خالد تيمّناً بوالدي.
قبلاتنا ودعواتنا لكم يا من نتشرّف بكم ونحمل استشهادكم وساماً على صدورنا. نحن سعداء بكم يا مَن لم تخشَوا الشهادة، واجهتموها معاً بقلوب شجاعة، نحبكم لأنكم رفعتم رؤوسنا عالياً وعلّمتمونا حب الأرض والقضية.
نقف اليوم أمام أضرحتكم للمرة الثالثة عشرة وكما كل مرة نأتي لنبلغكم أننا مستمرون بمسيرتكم. ونحن أبناء شهداء أبطال اقوياء لا أحد يستطيع أن ينكر شجاعتكم في الدفاع عن أمن مركز حزبنا. ولا يوجد مَن يستطيع ان ينكر أنكم واجهتم عصابات إرهابية مأجورة تريد إشعال الفتن.
نحن أبناء شهداء أبطال التزموا بقسمهم وأعادوا وديعة الأمة حين طلبتها.
نقول للمجرمين المأجورين: شهداؤنا انتصروا عليكم بنيلهم الشهادة، ونحن لن نخسر استمرينا بمسيرتهم والتزمنا بحزبنا إيماناً وقضية والتزاماً، كما أننا ملتزمون بدراساتنا فنتخرّج ونعمل ونستمرّ بحياة طبيعية، أما أنتم عار على عكار. أنتم إرهابيون ونقول لكم إن رصاصاتكم في صدورهم لن تؤلمهم، لأن حبهم للحزب السوري القومي الاجتماعي وقاهم من الألم، وكان استشهادهم بأسلوبكم مؤلماً. ولكنه عرس لنا فيه تاج العزة وثوب الكرامة وهم أحياء فينا نكمل مسيرتهم. وغداً نلبي واجبنا في حزبنا وتجاه قسمنا وسيكون آباؤنا مثلنا الأعلى ونسير على دربهم ولن نتهاون مع العملاء والخونة.
أبي افتقدك، لكني فخور باستشهادك وفخور بأني ابنك.
بشار نصر حموضة
شهادتك بصمة خالدة في جبين الكرامة
العاشر من أيار ذكرى خالدة في تاريخ بلادي الحبيبة. أنا ابن الشهيد البطل نصر حموضة الذي استشهد في مجزرة حلبا الوحشيّة عام 2008.
والدي الغالي ترك في شخصيتي القوة وعلّمني كيف يموت الإنسان ورأسه مرفوع عالياً، وكيف يترك بصمة خلوده على وجه الكرامة، وزرع الدفء والحنان وكل معاني الإنسانية في شخصيتي.
لن ننسى هذا اليوم الذي سقط فيه أحد عشر قومياً اجتماعياً ضحوا بأرواحهم دفاعاً عن كرامتهم وعن حزبهم.
شهداؤنا الأبطال عاشوا رجالاً واستشهدوا رجالاً. وكل قطرة دم سقطت دفاعاً عن كرامة الحزب لا تزيدنا إلا صلابة وإيماناً بالقضية وسيبقى هتافنا عالياً بـ تحيا سوريا ويحيا سعاده.
باسمي وباسم أشبال شهداء مجزرة حلبا أقول: لم ولن ننسى هذه المجزرة التى أخذت منا آباءنا وأبطالنا.
نحن كنا إحدى عشرة عائلة، والآن أصبحنا عائلة واحدة وحزبنا عائلتنا الكبيرة التي تضم كل أبناء الشهداء الأبرار.
وأخيراً نطلب من الدولة إعادة فتح ملف مجزرة حلبا والقصاص من المجرمين ونشكر مؤسسة رعاية أسر الشهداء وعلى رأسها الرفيقة والأم لنا جميعاً نهلا رياشي، لأنها لم ولن تتركنا وتقدّم لنا كل ما يمكنها من مساعدات طبية ومدرسية وغيرها.
ولتحيا سوريا وليحيا سعاده.